يملك دونالد ترامب وهو ملياردير ورجل أعمال ثري سلسلة فنادق وملاه إضافة إلى كونه نجما من نجوم تلفزيون الواقع ومنظم حفلات اختيار ملكة جمال الكون.
شخصية جدلية، توصفُ بالنرجسية، قرّر الترشّحَ عن الحزب الجمهوري من دون خبرة في السياسة أو الإدارة الحكومية.
في البداية لم يأخذه أحد على محمل الجدّ لدرجة أن بعض القنوات والصحف غطـّتْ نشاطاتِه ضمن خانة النجوم.
لكنّ أسلوبه الجريء وقدرته على طرح نفسه كبديل وكمرشّح متمرّدٍ على القيادة التقليدية سمحت له باستثمار حالة الغضب عند النّاخب الجمهوري الذي لا يجدُ لنفسِه مكانا في أميركا المتعدّدة الإثنيات أو وظيفة في عالم تكنولوجي متقدّم.
لكن عدم خبرة ترامب وأسلوبه الفظ ومهاجمته للأقليات والنّساء والمسلمين سرعان ما أظهرَتْ عجزَهُ عن تقديم نفسِه كمرشّح بدل لشرائح أوسع، أو استقطاب المستقلين أو حتى الديمقراطيين المحافظين، و ليس سرّاً أنّ قياداتِ الحزب شعرت بالخجل من مرشّحِها.
ولم يستطِعْ ترامب أيضا أن ينظم حملته ويضبط إيقاعَها في الولايات فاستقالَ مدراء لحملتِه تباعا.
الأمل و التغيير وترامب يمثل ما يسموه الاقتصاديون بالهدم الخلاق.
ورأى البعضُ ترامب، الدخيلَ على السياسة، بمثابة العاصفة التي خلطت الأوراق وهزّتْ بعنف أعمدة الحزب الجمهوري لتتركـَهُ في حالة بحثٍ عن الذات بعد ضياع الهُوية.
وبغض النظر عن فوزِه أو خسارتِه للانتخابات سيعودُ ترامب إلى ممارسة ِ أعمالِه وإدارة إمبراطوريتِه إن لم يتمكنْ من تحويل الغزل السّياسي إلى علاقة جدّية، لكنها تجربة ستتركُ أثرا على أميركا وسيختلف المؤرّخون في تحليلها.