تعهد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالدفاع عن كل الحلفاء على الرغم من دعوة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لوضع شروط لمساعدة الولايات المتحدة، إذ يتأهب الحلف لزعيم أكثر تهورا في حين يخشى البعض من أن يسحب التمويل لخطة ردع جديدة لروسيا.
وأثناء حملة الانتخابات الرئاسية هدد ترامب بالتخلي عن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا ما لم يخصصوا ما يكفي لنفقات الدفاع، مما أثار على نحو خاص مخاوف الجمهوريات السوفيتية السابقة من دول البلطيق، الواقعة على حدود روسيا، التي تخشى أن تحاول موسكو تكرار ما فعلته عام 2014 من ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن تعهد الحلف بالدفاع عن أي حليف يتعرض لهجوم هو ضمان غير مشروط، طبقا لاتفاقية تأسيس الحلف الغربي عام 1949.
وأضاف في مؤتمر صحافي: “كل الحلفاء أعلنوا التزاما رسميا بالدفاع عن بعضهم البعض وهذا أمر مطلق وغير مشروط”، لافتا إلى أنه يحاول أن يتحدث هاتفيا مع ترامب بأسرع ما يمكن.
وتابع ستولتنبرغ: “التزام الولايات المتحدة تجاه حلف الأطلسي والدفاع الجماعي عن أوروبا ظل راسخا على مدى 70 عاما وأنا واثق تماما أن هذا الأمر سيظل قائما”، وقال إن حربين عالميتين أظهرتا أهمية الاستقرار في أوروبا للولايات المتحدة.
وكان اقتراح ترامب بجعل دفاع الولايات المتحدة عن الحلفاء الغربيين مشروطا يعتبر بمثابة المرة الأولى، التي يثير فيها مرشح رئاسي بارز الفكرة مما يضعه في مواجهة مباشرة مع الدول السبع والعشرين الآخرين الأعضاء في الحلف.
ويتساءل ديبلوماسيون عن مدى قدرة قادة حلف الأطلسي على مواصلة لهجة “الوضع المعتاد” مع رئيس أميركي جديد عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يندد به الغرب لما فعله في أوكرانيا.
وقالت دانا ألين خبيرة السياسة الخارجية الأميركية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “نكون واهمين لو اعتقدنا أن رئاسة ترامب لن تسبب مشكلات لحلف شمال الأطلسي”.
وكان حلف شمال الأطلسي قد تأسس حول تعهد محوري بأن أي هجوم مسلح على دولة يعتبر هجوما على جميع الدول، سواء كان في البر أو البحر أو الجو.
وفي تموز، أضاف قادة الحلف “الفضاء الإلكتروني” إلى قائمة ساحات الحرب رغم أنه يتعين على الحلفاء طلب مساعدة الحلف، وأن القرارات تتخذ على أساس كل حالة على حدة.