كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
منذ لحظة إعلان نجمة تلفزيون الواقع، كيم كارداشيان، خلال الأشهر الأخيرة عن إصابتها بداء الصدفية (Psoriasis)، خرج العديد من الأشخاص حول العالم عن صمتهم وتحدّثوا عن معاناتهم هذه المشكلة الجلدية المُزمنة، متحدّين بذلك خجلهم ووجعهم بهدف التوعية إزاء هذا المرض. وإلى جانب العلاجات التي يلجأ إليها خبراء الجلد، هل يمكن لتعديل الغذاء المساعدة على تهدئة الصدفية؟قبل الإجابة عن السؤال وعرض أهمّ المعلومات التي توصّلت إليها الأبحاث العلمية في هذا الصدد، أوضحت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، لـ”الجمهورية” أنّ “الصدفية مرض مُزمن شائع جداً يُصيب خلايا الجلد، فتتراكم على سطحه سريعاً وتسبّب قشوراً فضّية اللون وسميكة، قد تدفع الشخص أحياناً إلى حكّها. في مثل هذه الحال تصبح البشرة جافّة وحمراء، وقد تسبّب الأوجاع من وقت إلى آخر.
بالنسبة إلى بعض المرضى، يمكن أن تكون مصدراً للإزعاج وتؤدي إلى المشكلات، خصوصاً إذا كانت على صلة بحالات معيّنة كإلتهاب المفاصل. ترتبط الصدفية بجهاز المناعة والخلايا اللمفاوية “T” التي تهدف في الحالات الطبيعية إلى مكافحة المواد الغريبة، كالبكتيريا والفيروسات.
أمّا عند الإصابة بالصدفية، فإنّ هذه الخلايا تهاجم خلايا الجلد السليمة من دون قصد، لذلك يُعتبر هذا الداء من بين أمراض المناعة الذاتية لأنّ الجسم يُهاجم نفسه”.
تأثير زيادة الوزن
ولفتت إلى “وجود عوامل عديدة تحفّز ظهور الصدفية، كالوراثة، والتدخين، والتوتر، والعصبية، والضغط النفسي، والتعرّض لأشعة الشمس القوية، والإفراط في إحتساء الكحول، وتناول بعض الأدوية كتلك الخاصّة بالكآبة والملاريا والضغط، وتعرّض الجلد لحروق وجروح. كذلك لا يمكن غضّ النظر عن زيادة الوزن بعدما تبيّن أخيراً أنها قد تبرز الصدفية أكثر عند الأشخاص المعرّضين لها.
أظهرت دراسة نُشرت في “Journal of the American Academy of Dermatology” عام 2014 إرتباط البدانة بزيادة خطر الإصابة بالصدفية. وجد الباحثون أنّ مؤشر كتلة الجسم (BMI) المرتفع متعلّق بتعزيز إحتمال التعرّض لهذه المشكلة الجلدية وتفاقم حدّتها.
وإستناداً إلى بحث آخر صدر في “British Journal of Dermatology” خلال العام ذاته، توصّل العلماء إلى رابط بين خسارة الوزن وإنخفاض شدّة الصدفية”.
وتابعت حديثها: “لا تملك الصدفية أيّ علاج، إلّا أنه يمكن تحسين الأعراض من خلال التقيّد ببعض التدابير، من بينها الإستعانة بمراهم تحتوي الكورتيزون، وتعريض البشرة لأشعة الشمس بإعتدال، وأخذ الأدوية، وصولاً إلى تلقّي الحقن في الحالات المتقدّمة جداً. كذلك تبيّن أنّ الألوفيرا، وزيت السمك، وزيت الزيتون، والمادة اللاذعة الموجودة في الفلفل الحرّ، كلّها مكوّنات تساعد على تهدئة أعراض الصدفية”.
أطعمة فعّالة
أمّا في ما يخصّ الشقّ الأبرز والأحدث المرتبط بالغذاء والصدفية، فعلّقت أبو رجيلي أنّ “الدراسات العلمية لم تتوصّل إلى نتائج حتمية، إلّا أنّ عدداً كبيراً من المرضى أكّدوا أنّ أعراضهم تحسّنت عقب تغيير نوعيّة أكلهم، علماً أنّ طريقة التجاوب تختلف بين شخص وآخر مع تغيّرات النظام الغذائي.
أمّا بالنسبة إلى المأكولات التي وجد العلماء أنها قد تساعد بشكل ملحوظ على تحسين أعراض الصدفية، فتشمل:
- الثوم: يُعتبر مضاداً حيوياً طبيعياً، وهذه الفاعلية سبق أن أُثبتت على صحّة الشرايين، والقلب، ولكن تبيّن أخيراً أنها تنطبق أيضاً على صحّة الجلد.
- السلمون: يشتهر بخصائصه المضادّة للإلتهابات، وبغناه بالأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3. هذه الدهون الجيّدة قد تساعد على خفض الإلتهابات، وتساهم في تحسين وضع مرضى الصدفية.
- الأطعمة الخالية من الغلوتين: توصّلت الدراسات إلى أنّ إستبدال المنتجات العادية المصنوعة من الطحين الأبيض بنظيراتها الخالية من مادة الغلوتين الموجودة في القمح، قد يخفّض من أعراض الصدفية.
لذلك يُنصح هؤلاء المرضى بالتركيز على الخبز، والبسكويت، والمعكرونة وغيرها من المواد المنزوعة الغلوتين والمصنوعة من أنواع أخرى من الطحين، كالأرزّ، أو الكينوا، أو الذرة. لحسن الحظّ أنها متوافرة بشكل كبير في الأفران والسوبر ماركت.
- البطاطا الحلوة والجزر: يحتويان مادة البيتا كاروتين المضادة للأكسدة التي يبدو أنها قد تؤثّر إيجاباً في مرضى الصدفية. كذلك فإنّ التركيز على خضار أخرى كالبروكولي، والسبانخ قد يملك دوراً فعّالاً في تخفيف وطأة أعراض الصدفية.
- المكسرات النيّئة والأفوكا: تتميّز بإحتوائها جرعة عالية من الدهون غير المشبّعة المفيدة جداً، والتي من المحتمل جداً أن تلعب دوراً إيجاباً في تحسين أعراض الصدفية.
- التوت: من المعلوم أنّ التوت غنيّ بمضادات الأكسدة، والألياف، والمنغانيز، ويشتهر بقدرته على محاربة أمراض عديدة أهمّها السرطانية. غير أنّ الأبحاث العلمية ذكرت أنّ هذا الصنف من الفاكهة قد يكون مهمّاً جداً في الإنعكاس إيجابياً على الصدفية.
وختاماً أشارت خبيرة التغذية إلى أنّ “مرضى الصدفية يمكنهم تناول اللحوم البيضاء كالسمك، والدجاج، والحبش بكمية معتدلة. وفي المقابل عليهم الحذر الكامل من الصلصات، والحرص على أن تكون مُحضّرة بشكل صحّي، والإبتعاد من اللحوم الحمراء الدهنية، والوجبات السريعة، والكحول، التي قد تسبّب لهم الإلتهابات وتزيد أعراضهم سوءاً”.