ألمح البروفسور Valery Solovey في “معهد موسكو الحكومي للعلاقات الخارجية” ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “قد يتنحى عن السلطة”.
واشار البروفسور الى ان السبب بإمكانية تنحيه، هو “ظروف صحية” لم يذكر “سولوفي” تفاصيلها، لكنه قال إنها ستلزم بوتين “بالخروج من دائرة الضوء لأشهر عدة العام المقبل، أو الظهور نادراً أي الاعتكاف تقريباً، ثم أجاب بغموض حين سألوه عما إذا كان يعاني من مرض ما، فقال: “دعوني لا أضيف شيئاً، ما قلته يكفي”، وفق تعبيره.
هذه المعلومات غير العادية عن بوتين، البالغ 64 سنة، ظهرت الجمعة 11 ت2 في موقع صحيفة روسية تأسست قبل 97 سنة، وموصوفة بأنها “مقربة جداً” من الكرملين، وهي Moskovskij Komsomolets المعروفة بحرفي MK اختصاراً، والتي أجرت مقابلة مع “سولوفي” فجر فيها قنبلته عن صحة الرئيس الذي يظهر أنه يعاني من علة ما، طبقاً لما يمكن استنتاجه.
كان عنوان المقابلة ما معناه: “عاصفة رعدية في 2017: بوتين قد يحل مكانه خليفة جديد”، وبعد ساعات قليلة اختفت كلها من الموقع، لكن صداها وصل مترجماً إلى وسائل إعلام عالمية تناولتها، ومنها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الوارد بخبرها تأكيد من Solovey بأن ما ذكره “حقيقي، لكنه ليس أكيداً تماماً، وهو برسم التأكد”، بحسب ما قال، في معرض توقعه بأن تجري انتخابات رئاسية مبكرة العام المقبل لاختيار خليفة لبوتين، أي قبل عام من نهاية ولايته، في حال صح اعتلاله بما يمنع من استمراره رئيساً.
وبما أن “لكل شائعة أصل حقيقي” كما في المثل الشعبي، فإن من ينظر في أرشيفات إخبارية عما تداوله الإعلام عن صحة بوتين في السنوات الخمس الأخيرة، سيعثر على خبرين بلغات عدة في الإنترنت، وكان نفياً في 13 تشرين الثاني 2012 بثته الوكالات، ومصدره رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، من أن بوتين “بصحة جيدة ولا يعاني إصابة خطيرة” بعد أن رأوه يعرج ويتحرك بصعوبة في قمة “منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ” التي جرت يومي 9 و10 سبتمبر ذلك العام بمدينة Vladivostok الروسية.
قال ميدفيديف: “في البداية، أنا لست طبيباً. كل شخص لديه الحق في العناية بصحته (..) الرؤساء ورؤساء الوزراء عليهم ممارسة الرياضة للبقاء بصحة جيدة. والرئيس بوتين عليه ممارسة الرياضة كثيراً ليكون لائقاً. لكنه على قيد الحياة وبصحة جيدة. وكل شيء على ما يرام”، ثم رد حين سأله صحافيون عما إذا كان كلامه يعني أن بوتين لم يتعرض لإصابات خطيرة، بقوله: “لا شيء خطيراً، والجميع لديه بعض الأشياء الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية”، وشرح أن سبب العرج هو نتيجة لإصابة تعرض لها أثناء ممارسة الرياضة.
أما الخبر الثاني، وفي “يوتيوب” فيديوهات عنه بالعشرات، فبثته الوكالات في آذار 2015 بعنوان “بوتين يظهر علنا وينفي شائعات حول حالته الصحية”، وملخصة أن بوتين لم يظهر للعلن طوال 10 أيام “لأنه مصاب بسرطان أو إنفلونزا أو نزيف دماغي” فجاء الرد ساخرا من الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، وقال: “إن أقاويل في هذا الشأن تنم عن خيالٍ مريض بفعل تأثيرات تقلبات الطقس وحلول الربيع”، ثم أخبر صحافيين سألوه عن الموضوع أن “بوتين قوي إلى درجة أنه يؤلم يد من يصافحه” كما قال.
أنقذ الرئيس ولم يقتل الدب الذي هاجمه
لكن الفرق كبير بين الخبرين القديمين وخبر أمس الجديد، لأن الأول ولد كتفسير لظهوره يمشي عرجا، والثاني يمكن تصنيفه كشائعات، طالما لا مصدر واضحاً له، لذلك كان نفيه سهلاً بعض الشيء. أما الجديد، فسرده مقرب من الكرملين وخبير بشؤونه، وفي مقابلة نشرتها صحيفة تأسست في 1919 ومقربة بدورها من الحكومة “وقرأه 50 ألفاً قبل أن يتم محوه من موقعها” بحسب ما نشره موقع MedeaLeaks.ru الإخباري الروسي. كما أن محطة إذاعية مستقلة، اسمها Ekho Moscow وتملكها شركة روسية بين الأكبر في العالم، هي Gazprom الناشطة باستخراج الغاز، أتت أيضاً على ذكر المقابلة وما كشفه “سولوفي” فيها.
المرجحان أكثر للخلافة، رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف (مع بوتين) والعسكري ألكسي ديومين
وفي المقابلة نشرت الصحيفة اسمين يمكن لأحدهما أن يخلف بوتين: الأول رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، وكان في السابق رئيساً حتى 2012 لروسيا، والثاني هو Alexei Dyumin البالغ 44 سنة، وهو رئيس سابق لجهاز الأمن الشخصي لبوتين، ونائب سابق لوزير الدفاع الروسي، ومعروف على مستوى دولي بميله إلى التقارب مع الغرب، وفي موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي، ما يلبي الفضول وقرأته “العربية.نت” عنه، من أنه برتبة فريق في الجيش، وكان حاكماً لكيان Tula Oblast الروسي حتى سبتمبر الماضي، ونشط لسنوات في ما يسمونه “خدمة الأمن الاتحادية” وأشهر ما يعرفه الروس عنه هو إنقاذه في إحدى المرات لبوتين من دب هاجمه، من دون أن يقتل الدب.