IMLebanon

نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري: دماءكما لن تذهب هدراً!

untitled-1

ترأس راعي أبرشية بعلبك – دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداساً على نية راحة نفسي الشهيدين صبحي ونديمة الفخري في الذكرى الثانية لاستشهادهما، في كنيسة مار نهرا في بلدة بتدعي البقاعية.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى رحمة عظة قال فيها: “في البداية أستغل الفرصة لأهنىء لبنان واللبنانيين بالعهد الجديد، الذي افتتح بانتخاب رئيس جديد للبلاد، الرئيس العماد ميشال عون، بعد انتظار دام أكثر من سنتين ونصف السنة، ولأعبر عن الفرح والارتياح والأمل باسم شعب منطقتنا في هذا البقاع الشمالي، هذا الشعب الذي عانى ما عاناه، ولا يزال يعاني، بسبب الفوضى الأمنية العارمة، بسبب غياب الدولة وتغييبها عن ساحاته، وبسبب الإهمال القاسي الذي طال جميع المجالات والصعد. وها هو هذا الشعب نفسه يصرخ اليوم “كفى”. كفى للبنان الإنقسامات والإصطفافات والفساد والمحسوبيات والتجارة بكل القيم. نعم للبنان الرجاء والعيش المشترك، نعم للبنان المؤسسات والأمن والسلام، نعم للبنان القديس شربل والطوباوي يعقوب الكبوشي. نعم للبنان الحلم، لبنان الجمهورية الواحدة والقوية، الذي يولد اليوم من جديد مع حلول فجر هذا العهد الجديد”.

وأضاف: “في الأمس القريب، وتحديداً بتاريخ العشرين من شهر آب الفائت، ومن منبر هذه البلدة البقاعية بالذات، بتدعي، وبينما كنا نحتفل بذكرى الشهداء الأبطال، سمحت لنفسي بالابتهال والمديح بمبادرة المصالحة المسيحية-المسيحية التي إنما تكللت بترشيح قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لمرشح التيار الوطني الحر لرئاسة الجمهورية، مبادرة رأيت فيها يومذاك تكريما لشهداء المقاومة المسيحية ورغبة صافية في مد الجسور الوطنية وإنقاذ الجمهورية. وصليت يومها لتكتمل فرحتنا بانتخاب رئيس جديد للبلاد، وها هي فرحتنا اليوم قد تمت”.

وتابع رحمة: “لذلك أدعوكم اليوم لا إلى التلهي بنشوة الإنتصار بعد طول الإنتظار، بل إلى الصلاة الحارة والعنيدة على نية ترسيخ الوحدة بين المسيحيين، كل المسيحيين، عسى روح الله يلهم القابعين خارج سرب التلاقي والحوار، فيضعون جانبا خلافات السياسة الحاقدة والمصالح الحزبية أو الفئوية مهما علا شأنها وسما، فتتكرس المصالحة بين كافة الأحزاب المسيحية دون أي استثناء وكم نرغب بأن تصيب عدوى المصالحة جميع الأفرقاء اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية والحزبية والمذهبية، فيتربع عندئذ لبنان وحده على عرش السيادة والإستقلال والحرية”.

وقال: “في هذه الذكرى الثانية، وبعد أن انفطرت قلوب الأبناء والبنات لغياب والديهم في جريمة هي الأبشع في أيامنا هذه، وبعد أن صمت القتلة وتواروا عن أنظار الدولة والقضاء، لا يظنن أحد أن دماء الأبرياء ستبقى صامتة طالما أن عين الله ساهرة أبدا.. منذ تولينا سدتنا الأسقفية وشغلنا الشاغل أن ينعم بقاعنا الشمالي بالسلام والأمن والأمان. هي أمنية ما وفر الوعظ بها والصلاة من أجل تحقيقها أي من أسلافي الذين توالوا على هذا الكرسي الأبرشي. وكم يفرحني اليوم أن أسمع الجميع مبشرا وواعظا بها، بل داعيا إلى تحقيقها، وكم يسعدني أن يكون في طليعتهم من له سلطة مباشرة أو غير مباشرة على بعض من الفوضويين العابثين بأمننا وسلامنا. وأعني بهذا التلاقي تلك المبادرة التي توجهت أخيرا إلى زعماء العشائر ووجهاء العائلات في هذا البقاع الشمالي – وقد وصلكم بالتأكيد صداها – للتصدي للفلتان الأمني الذي أتعبنا جميعا بلا شك، وبخاصة أن عدد المطلوبين تخطى الخمسة آلاف شخص بموجب مذكرات توقيف وجلب تتخطى 30 ألفا”.

من جهته، ألقى نجل الشهيدين الفخري باتريك كلمة العائلة وقال فيها: “لا تفاجأوا اذا اعلنت الشهادة معمودية فكما ان المعمدين يغسلون بالماء كذلك الشهداء قد غسلوا بدمائهم. هذه العبارة من كلام القديس يوحنا فم الذهب اخترناها لتكون شعار السنة الثانية لاستشهاد صبحي ونديمة الفخري. فنحن ابناء صبحي ونديمة الفخري قد اغتسلنا بمعمودية الدم بعدما غسل والدانا بدمائهما فشهادتهما معمودية لنا لكي نبقى ونتمسك بأرضنا ونحافظ على وجودنا. 727 يوما على استشهاد والدنا صبحي الفخري. و729 يوما على استشهاد والدتنا نديمة الفخري فنحن لم نحسب الفراق بالسنوات بل حسبناه بالايام والساعات لان معاناتنا منذ استشهادهما لم تكن عادية فكل دقيقة تمر علينا بعد غيابهما لم تبلسم جراحنا، بل زادت معاناتنا ودعتنا الى مساءلة انفسنا هل نحن اخطأنا لاننا لم نأخذ حقنا بيدنا، وتركنا العدالة تأخذ مجراها”؟

وأضاف: “الأيام تمر والمجرمون على بعد اميال من بلدتنا. لقد وضعنا الجريمة منذ اللحظة الاولى لوقوعها في عهدة الدولة والقضاء والقانون وضبطنا انفسنا لكي لا نورط شبابنا وشيبنا، ليس تقصيرا منا او خوفا من حمل السلاح بل حقنا للدماء وحفاظا على العيش المشترك والسلم الاهلي في منطقتنا وعملا بتوجيهات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. لقد اعطينا المساعي السياسية والحزبية الفرصة لتسليم المجرمين لكن من دون جدوى. دماء شهدائنا لن تذهب هدرا ولن يغمض لنا جفن او يستريح لنا بال قبل تحقيق العدالة والقبض على القتلة المجرمين وسوقهم الى السجن وانزال اشد العقوبات بحقهم”.

وتابع: “يا صبحي ونديمة الفخري اعاهدكما باسمي وباسم اخوتي بان دماءكما لن تذهب هدرا ولن نسمح بان يكون المجرمون القتلة اقوى من الدولة ومؤسساتها”.

November 13, 2016 04:02 PM