Site icon IMLebanon

الاتصالات الحكومية تتكثف… والتفاؤل بقرب الولادة يرتفع

 

 

 

كتب خالد موسى في صحيفة “المستقبل”:

 

يجهد الرئيس المكلف سعد الحريري لإنجاز تركيبة حكومة “الوحدة الوطنية” التي أرادها منذ اليوم الأول من التكليف، متسلحاً بـ”الإجماع الوطني” للوصول الى أرضية مشتركة تتيح بناء شراكة حكومية عادلة وقادرة على دفع عجلة العهد الجديد. وبالتزامن، لا تزال الأجواء التفاؤلية بقرب إنضاج هذه التركيبة طاغية والتي عبّر عنها في أكثر من مناسبة كان آخرها قبل أيام في المعرض الفرنكوفوني في البيال، حيث يسعى جاهداً عبر اتصالات مع جميع الأطراف من دون استثناء الى تأمين مشاركة جميع القوى ضمن الحكومة وفق مبدأ أن “لبنان المستقبل لا يُبنى إلا بمشاركة كل أبنائه”، بحسب ما كان يشدد عليه دائماً والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ويريد الرئيس الحريري عبر هذه الحكومة الوطنية الجامعة انتشال البلد من حال الجمود والتدهور على المستويات كافة التي شهدها طوال فترة الفراغ الرئاسي وإعادته الى خارطة الاهتمامات الإقليمية والدولية وإعادة العالم اليه. هذه الأجواء التفاؤلية بقرب ولادة هذه الحكومة الجديدة، ليست موجودة عنده فحسب، بل هي موجودة أيضاً عند كُثر غيره ومن بينهم أعضاء كتلة “المستقبل” الذين دعوا في وقت سابق وخلال اجتماعهم الأخير قبل أيام الى “التقاط هذه اللحظة الإيجابية وتسهيل عملية التأليف التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري وأن تتّسم مطالب جميع الأفرقاء بالواقعية السياسية بما يعجل في تأليف الحكومة”.

وفي شأن الاتصالات التي تجري في هذا السياق، أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب خالد زهرمان في حديث لـ”المستقبل” أن “الاتصالات لتشكيل الحكومة والتي يجريها الرئيس سعد الحريري لا تزال مستمرة ومكثفة مع جميع الأطراف من دون استثناء”، مشدداً على أن “الأجواء التفاؤلية بقرب ولادة الحكومة لا تزال طاغية والتشكيل أصبح يتم بشكل سريع بعد تبيان مطالب ومواقف جميع الأطراف”.

ولفت الى أن “الرئيس سعد الحريري مصّر على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطياف السياسية في البلد”، مشيراً الى أنه “بطبيعة الحال هناك صعوبة في توزيع الحقائب وإرضاء جميع الأفرقاء ليس من خلال دخولهم الى الحكومة بل من خلال إرضائهم بالحقائب التي سيحصلون عليها”.

وإذ أوضح أنه “من الطبيعي أن يكون هناك صراع ومعارك ومحاولات لتحصيل مكاسب أكثر بين كل الأفرقاء”، أكد زهرمان أن “الرئيس الحريري تخطى نسبة كبيرة من هذه العراقيل والأمور سائرة نحو الحلحلة في الآتي من الأيام على أن تبصر الحكومة النور قريباً”، مشيراً الى “وجود أجواء تسووية نعيشها اليوم وإصرار من الجميع على المشاركة في هذه الحكومة، ولو أننا في أجواء أخرى لاستغرقت عملية تأليف الحكومة أشهراً”.

من جهته، اعتبر عضو الكتلة النائب عاصم عراجي “أننا ما زلنا متفائلين بقرب تشكيل الحكومة خصوصاً أن كل الأطراف تريد ذلك وتريد المشاركة فيها”، مؤكداً أن “الاتصالات بشأن التشكيل التي يجريها الرئيس سعد الحريري لا تزال مستمرة ومكثفة مع جميع الأطراف من دون استثناء”.

ولفت عراجي الى أن “وضع المطالب العالية من حيث الحصص والحقائب من قِبل بعض الأطراف هو بهدف تحسين المواقع والمراكز، وما هو مطلوب اليوم التعاطي بواقعية سياسية والتضحية في بعض الأحيان من أجل مصلحة الوطن والتخلي عن المصالح الشخصية الضيقة”، مشدداً على “النية الطيبة الموجودة لدى الجميع والإصرار على تسهيل تشكيل هذه الحكومة والمشاركة فيها من أجل خدمة الناس وإعادة الحياة الى كافة شرايين البلد”.

وأشار عراجي الى أن “من حق كل القوى أن تتمثل في الحكومة”، لافتاً الى أن “المستقبل” تيار عابر للطوائف وسيُمثل بوزير مسيحي، وهو يبدي انفتاحاً على احتمال تمثيل “المعارضة السنية” في الحكومة الجديدة.