IMLebanon

“دواعش” الطيور والطبيعة! (بقلم مروان جرجوره)

birds

كتب مروان جرجوره

ككل موسم من مواسم الصيد، تعود صور البعض من صيادي الطيور الجهلة، “البهورجية” وعديمي الرحمة لتجتاح صفحات مواقع التواصل.

صور لصيادين “يفشخون” امام الـ”Friends”  بغلاتهم من الطيور التي تعبر مسالمة سماء الوطن، فلا يوفروا لقطة تصويرية الا ويلتقطونها، عداك عن “السلفي والجثث خلفي” وما ادراك ما “السلفي” وشعبيتها.

اما الجديد القديم، فهو تزايد التفنن الوقح والمريض بعرض الغنائم ونشرها بكل فخر وسرور، اقولها وبكل صدق: وضع بعض الصيادين في لبنان لم يعد يطاق! لقد تمادوا كثيرا! هؤلاء ليسوا صيادين بل “دواعش” بحق الطيور والطبيعة والانسانية!

لقد اعتدنا دائما ان نلوم الدولة في كل شيء، متناسين ان المسؤولية لا تقع دائما على الدولة والنظام، فصور هؤلاء شكل من شكل فساد الانسان في لبنان قبل كل شيء، وصورة عن غياب الضمير والفلتان المفرط الذي يذكرنا ان هؤلاء الحكام هم صورة عن هذا الشعب الفاسد.

بحق انها صور مبكية ومذرية، تذكرننا ان الشعب الذي لا يحترم الطبيعة لا يحترم نفسه اولا ولا امل له في ان يتقدم ولا بل هو بالاصل لا يستحق الحياة!

ايها الصيادون “الدواعش”، لن اكلمكم بفوائد الطيور في نظام الطبيعة، ولن احدثكم عن جمال صوت تلك المخلوقات التي ان اصغيتهم لها بعمق ستقتربون معها من صوت الله.

ولن اقول لكم انكم بالاصل ان احببتموها احببتم بها جمال من خلقكم وخلقها لكم، ولن افسر لكم ان لتلك الطيور ايضا عائلات تماما كعائلاتكم، ولن اذكركم ان الصيد ممنوع في شبه الدولة التي غاب عنها القانون منذ زمن بعيد.

لا بل على العكس ساتفهم هوايتكم التي تجدون فيها “فشة خلق” ووسيلة للتمويه والترفيه، وسأماشيكم ان الصيد من التراث الذي ورثتموه ابا عن جد.

كل ما لدي ان اقوله لكم: مارسوا هوايتكم باخلاق وضمير وبربكم اتركوا صوركم لانفسكم! فمرجلتكم بحرية على طائر عاشق للحرية مثير للشفقة!

والى العهد الجديد اتوجه بالقول: قبل وضع القوانين ثقفوا الانسان في لبنان عبر بث روح الوعي والتوجيه من خلال نقابات وجمعيات الصيد بحيث تنقلب توجهاتهم من مهمة ارساء عملية الصيد الى مهمة مساعدة الدولة على تطبيق القوانين ومساعدة مختلف الصيادين عبر اقامة ورش عمل وندوات حول اهمية الطير وخلق جيل من الصيادين يعي مسؤولياته تجاه بيئة وطنه”.

وكخطوة ثانية “نعم لاقرار حلول جذرية تحترم في الوقت نفسه الطبيعة والبيئة من جهة وهواية الصيد من جهة ثانية، واقرار وتطبيق نظام صارم يضع النقاط على الحروف عبر تنظيم الصيد في لبنان بالزمان والمكان”.