تقول اوساط سياسية مطلعة للوكالة “المركزية”، انّ توقيت العرض العسكري الضخم والاول من نوعه الذي أقامه حزب الله في منطقة القصير السورية، في حد ذاته يحمل الرسالة الاولى للداخل اللبناني، ولئن لم تكن البوصلة موجهة بالكامل اليه، انّما وعلى طريقة “عم بحكي يا كنة تاتسمعي يا جارة” في مطلع العهد الرئاسي الذي تمخّض عن تسوية بين التيار الوطني الحر حليف حزب الله وتيار المستقبل ركيزتها الاساسية اتفاق الطائف، الذي ينص في أحد مندرجاته على حصر السلاح في يد الشرعية اللبنانية، فاذا كان ثمة من يفكر بالموضوع نقول له “لا تحلمّن”، لان قدراتنا العسكرية تفوق ما تمتلكه الدولة بأشواط وأي تسويات سياسية لأزمات دول المنطقة وإن اعادتنا الى الداخل لا يمكن ان تفضي الى نزع سلاحنا او حتى التفكير بالمشروع. فالحزب هو الاقوى ولا طرف قادرا على تحجيمه، وكل ما يدور في فلك السياسة اللبنانية مجرد تفاصيل صغيرة لا ترقى الى حجم الدور والمكانة الاقليمية التي يحتلها، بدليل انه اوكل الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ملف تشكيل الحكومة برمته، لان اهتماماته راهنا ابعد من تشكيل حكومة او بحث في توزيع حقائب ومقاعد وزارية.
اما للاقليم واللاعبين الدوليين على مسرح دوله المشتعلة من سوريا الى العراق واليمن، فرسالة أقوى عنوانها العريض ان وجودنا في المعادلة اساسي لا يمكن لأي فريق مهما علا شأنه تجاوزنا او القفز فوق دورنا المحوري، والحزب الذي قدم مئات الشهداء من صفوفه لن يتراجع او ينسحب الا مع تحقيق ما يصبو اليه من اهداف ومواقع يعتبرها مكتسبات مقابل تضحياته الكبرى دفاعاً عن سوريا ولبنان. والرسالة الثانية، كما تفيد الاوساط يدعّمها كلام وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في خلال الملتقى الدولي “للازمات الجيوسياسية في العالم الاسلامي” المنعقد اليوم في طهران، حيث قال “إن حزب الله يعتبر اليوم عامل أمن واقتدار في العالم الاسلامي”، معطوفاً على مواقف ايرانية عدة تشير الى تصنيع صواريخ في حلب والعراق وتمدد للنفوذ الايراني في الدول العربية.
وتتمدد رسائل الحزب من استعراضه العسكري الى الانتخابات الاميركية ووصول دونالد ترامب الى البيت الابيض وهو المناهض للاتفاق النووي” الكارثي” وصاحب نظرية ” لا لحصول طهران على موطئ قدم في دول المتوسط”، خشية العودة الاميركية القوية الى المنطقة بعد تراجع ملحوظ في عهد الرئيس باراك اوباما. ويعتبر الحزب ان اطلالته العسكرية القوية، يفترض ان يقرأها العهد الاميركي الجديد، صديق روسيا، بوجوب حجز مقعد في اي تسويات سياسية في دول المنطقة لايران القادرة بنفوذها العسكري وتمددها عربياً على تعكير اي اتفاق لا يأخذ بمطالبها وشروطها لنقل المنطقة من مرحلة الحرب الى زمن السلم.