اشارت أوساط مطلعة عبر صحيفة “الراي” الكويتية الى أن ثمة محاولة من “حزب الله” وحلفائه لتصوير حزب “القوات اللبنانية”، الذي يُعتبر “الشريك الرئاسي” المسيحي للرئيس ميشال عون، على انه مَن يتحمّل مسؤولية عدم الإفراج عن الحكومة بتمسُّكه بحقيبة سيادية كما نتيجة انفجار الخلاف بين “القوات” وحزب “الكتائب اللبنانية” على خلفية قرار الأخيرة بالمشاركة في الحكومة رغم عدم انتخابها عون رئيساً، لافتة في المقابل الى أن هذا المناخ يراد منه تعريض العلاقة بين “القوات” و”التيار الحر” (حزب الرئيس) لانتكاسة عند “اول امتحان” (بعد الانتخابات الرئاسية).
وترى الأوساط نفسها ان المشكلة الجوهرية في هذا السياق تتّصل بإصرار “حزب الله” وحلفائه على التدخل في كيفية توزيع الحقيبتين السياديتين بين الحليفيْن، اي “التيار الحر” و”القوات”، من خلال وضع “فيتو” على تسلُّم “القوات” اي حقيبة سيادية او حتى حقيبة خدماتية ذات امتداد أمني، في حين تبدو “القوات اللبنانية” وكأنها تخوض معركة “مرّة لكل المرات” على أكثر من مستوى: أولاً تثبيت “أحقيّتها” بحقيبة سيادية، ولو قررت التنازل عنها لمصلحة سلّة حقائب وازنة أخرى. وثانياً تكريس الاعتراف بها شريكاً في العهد الجديد، بمعنى ان ما يجري على تخوم الحكومة الاولى، وإن كانت ستكون قصيرة العمر بفعل الانتخابات النيابية المقبلة، هو عملية “ترسيم نفوذ وأحجام” تصحّ للحكومات اللاحقة.
على ان الأوساط عيْنها، اعتبرت ان هذا التجاذب يشكّل في واقع الحال مؤشراً الى ان مرحلة تشكيل الحكومة دخلت محطة مفصلية قد تولد معها فعلاً هذا الاسبوع اي قبل ذكرى الاستقلال التي تصادف الثلاثاء المقبل، متوقفة في في هذا السياق عند نقطتيْن: الأولى تأكيد الرئيس المكلف سعد الحريري امس أن “الأمور تسير بشكل ايجابي لتشكيل الحكومة”، قبل ان يقوم بزيارة لقصر بعبدا حيث وضع الرئيس عون في صورة مسودّة التشكيلة الحكومية.