Site icon IMLebanon

“باريس 4” في خريف 2017؟!

 

 

باشرت باريس اثر انطلاقة العهد الجديد بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، اعدادَ العدة لعقد مؤتمر باريس 4، لمد البلد الصغير بدعم مالي وسياسي ومعنوي يعزز استقراره الاقتصادي والنقدي ويحصن مناعته في وجه التحديات المطروحة.

وفي حين تردد في الاونة الاخيرة ان المؤتمر قد يعقد قبل أواخر العام الجاري، أوضحت مصادر ديبلوماسية عبر “المركزية” أن إنجازه في الاشهر القليلة المقبلة، أمر صعب، وذلك لأكثر من عامل. أولا، لضيق الوقت، فإتمام الاتصالات مع الدولة المشارِكة وإكمال الترتيبات اللوجستية والسياسية، لا يمكن أن تنتهي بالشكل المطلوب في هذه المدة الزمنية القصيرة.

ثانيا، دخول فرنسا مدار الانتخابات الرئاسية المقررة الربيع المقبل على جولتين، الاولى في 23 نيسان 2017 والثانية في 7 أيار، حيث تنطلق في البلاد في الأيام المقبلة الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي اليمين واليسار الى الاستحقاق المنتظر.

أما العامل الثالث والاهم، فيتمثل في ضرورة ترتيب لبنان علاقاته مع المملكة العربية السعودية خصوصا والدول الخليجية عموما، ذلك أن الاخيرة لطالما كانت رائدة في دعم لبنان وتتصدّر لائحة البلدان المساندة له ماليا واقتصاديا وعسكريا، وهو الامر الذي أكده الرئيس الحريري منذ أيام خلال استقباله وفدا من سفراء الدول الخليجية حين قال “ان لبنان الذي يتطلع إلى مساعدة المجتمع الدولي وإعادة إطلاق عجلة التنمية في اقتصاده، يعلم أن المحرك الأول لهذه المساعدات كان وسيبقى مجلس التعاون الخليجي ودوله وحكوماته وقياداته”، متحدثا عن “رهانه أن تكون سحب الصيف التي عبرت سابقا، ولّت إلى غير رجعة في العلاقات الأخوية بيننا”.

وعليه، تقول المصادر ان إعادة المياه الى مجاريها بين لبنان والرياض، لن يتم بين ليلة وضحاها. وانطلاق عجلات توطيد العلاقات بين الجانبين، ينتظر نيل الحكومة الثقة وخروج معالم بيانها الوزاري الى الضوء، كما زيارة يرتقب ان يقوم بها الرئيس عون الى الرياض. وهذا المسار الايجابي الذي فُتح بين السعودية ولبنان، يحتاج الى وقت لتثبيته وتكريسه.

في الاثناء، تستمر الادارة الفرنسية في التحضير للمؤتمر العتيد، حتى متى انتُخب رئيس جديد، واصل الجهود من حيث انتهى سلفه، على أن يعقد مبدئيا في خريف 2017. وفي حين تشير الى ان السفير الفرنسي ايمانويل بون يجول على عدد من الشخصيات السياسية والمصرفية وعلى أركان الهيئات الاقتصادية، ويستمع منهم الى موقفهم من المؤتمر المنتظر والى مطالبهم، تقول المصادر ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد يزور لبنان في الاسابيع المقبلة لتهنئة العماد عون على انتخابه بعد ان كان أعلن أنه سيكون من أول المهنئين في بيروت اثر انجاز الاستحقاق، وقد تكون مناسبة للتشاور في التحضيرات لـ”باريس 4″.

في المقابل، تشدد المصادر على أهمية أن يعدّ لبنان الرسمي أوراقه وملفاته جيدا للمؤتمر العتيد، ذلك ان أي تقصير في هذا السياق سينعكس سلبا على حجم المساعدات التي سيخرج بها من باريس، كما تضيء على أولوية إظهار لبنان سلوكا مشجعا في مطلع العهد الجديد لا سيما في مجال مكافحة آفة الفساد واعتماد سياسات اصلاحية في كافة القطاعات وفي ادارات الدولة والمبادرة الى اقرار موازنة واضحة.