أكدت مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية” انه من المبكر الحكم على نهج الرئيس دونالد ترامب وسياسته الخارجية منذ الان، بيد ان شبه المؤكد ان سياسة الولايات المتحدة ما قبل ترامب لن تشبه ما بعده، وخصوصا تلك التي انتهجها الرئيس باراك اوباما منذ ثماني سنوات وأدّت الى انكفاء عن ساحات كثيرة لاسيما العربية منها لمصلحة روسيا. واعتبرت ان اكثر من موقف ومحطة اعقبت فوز ترامب يمكن البناء عليها لابراز مدى القلق الايراني من القادم الجديد الى المكتب البيضاوي، مدرجة في السياق العراضات العسكرية لحزب الله في القصير وما رافقها من مواقف ايرانية اعتبرت الحزب قوة اقليمية كبرى يحسب لها حساب. لكنها اشارت في هذا المجال الى ان الاتفاق النووي ولئن لن ينسف بالكامل غير انه سيخضع حكماً للتصويب والتصحيح لمصلحة الولايات المتحدة التي وافق مشرّعوها امس على مشروعي قانون يجدد أحدهما العقوبات على إيران لعشر سنوات.
وحدها روسيا، كما تؤكد المصادر مرتاحة لفوز صديق رئيسها فلاديمير بوتين، لكنها لا تضع يديها في مياه باردة، ذلك انها بادرت الى اتخاذ ما يلزم في الميدان السوري بعيد فوزه لتثبيت المعطيات الميدانية وتحديدا في حلب، خشية ان يحدث ترامب زلزالا امنيا وعسكريا في سوريا كرد فعل على سياسة اوباما التنازلية. في حين سارع وزير الخارجية في الادارة الحالية جون كيري الى اليمن لمحاولة ارساء اتفاق بين دول التحالف والحوثيين علّه يخفف من احتمالات جنوح ترامب نحو حلول عسكرية على طريقته.