منحَت مؤسسة كارنيغي “جائزة واتلر للسلام” لسيغريد كاغ، المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، في احتفالٍ أقيم في 16 تشرين الثاني في قصر السلام في لاهاي، هولندا، وذلك تقديراً لقيادتها البعثة المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة المعنية بالقضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية في الجمهورية العربية السورية في عام 2013، بالإضافة إلى دورها في منع نشوب النزاعات في لبنان وجهودها الديبلوماسيّة فيه.
وللمناسبة، ألقت كاغ كلمةً أعربت فيها عن امتنانها لمؤسسة كارنيغي التي منحتها هذه الجائزة، كما تقديرها للعديد من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، والعاملين في المجال الإنساني، والناشطين في مجال حقوق الإنسان الذين يخاطرون بحياتهم في مناطق غير مستقرّة أو فيها صراعات وذلك خدمةً للآخرين، وللذين يسعون جاهدين، ومعظمهم من وراء الكواليس، لمنع اندلاع الصراعات وبناء مجتمعات سلميّة وأكثر تماسكًا.
وألقت كاغ الضوء على التحدّيات التي تقف عائقاً أمام إحلال السلام وجعله مستداماً وقالت: “يمكننا إحلال السلام إذا ما تحلّينا بالصبر، وصمّمنا على الاستمرار ببذل الجهد في وقتٍ ندرك أننا سنواجه نكسات في طريقنا ولكن يجب أن نتغلّب عليها”. وأضافت: “إحلال السلام يكون فقط من خلال الالتزام، والشجاعة والتفاني. يقع على عاتقنا جميعاً أن نؤدي دوراً ما في هذا السياق. نحنُ، أي الأفراد داخل المجتمعات المتضررة، والمجتمع المدني، والسياسيون، والدول الأعضاء، والنظام المتعدد الأطراف، والقطاع الخاص، وناشرو السلام. علينا ألا نكون مجرّد متلقّين أو مقدّمين للخدمات والدعم، بل شركاء كاملين”. واختتمت بالقول إن لا استقرار وتنمية قبل أن نسلك الطريق نحو السلام ونمتلك الورقة التي تحمل توقيعنا التزاماً به.
يمنح مجلس إدارة مؤسسة كارنيغي “جائزة واتلر للسلام” كل عامين لشخصيّات أو مؤسسات يحملون لواء السلام الدولي. تجدر الإشارة إلى أن هذه الجائزة سُميت “واتلر للسلام” نسبةً للمصرفي الهولندي يوهان واتلر الذي حزا حزو ألفرد نوبل قبل مئة عام وكتب وصيّةً لتخصيص رأس مال من أجل إنشاء جائزة للسلام.
وحاز على هذه الجائزة سابقًا كلّ من جان مونيه، الأخضر الإبراهيمي، وجيريمي جيلي.