IMLebanon

ندوة لـ”التجدّد الديموقراطي”: أيّ أجندة إقليمية للإدارة الأميركية المقبلة؟

untitled-8

أقامت حركة التجدد الديموقراطي حلقة نقاش بعنوان: “بعد انتخاب دونالد ترامب: أي أجندة أقليمية للادارة المقبلة؟”، في قاعة المحاضرات في حركة التجدد – سن الفيل، شارك فيها مدير التحرير في مركز كارنيغي للشرق الاوسط مايكل يونغ، مدير مركز LISA الاستاذ في جامعة القديس يوسف الدكتور سامي نادر، وعبر سكايب من واشنطن مدير مركز GPA الاستاذ المساعد في جامعة جورج واشنطن فراس مقصد وأدارتها الاعلامية نجاة شرف الدين.
حضر الحلقة النائب الدكتور أحمد فتفت، النائب السابق كميل زياده، نائب رئيس حركة التجدد الدكتور انطوان حداد، السيدة عبلا نسيب لحود، وعدد من الشخصيات السياسية والاكاديمية واعضاء من الحركة.

حداد
بعد النشيد الوطني اللبناني افتتح نائب رئيس حركة التجدد الدكتور أنطوان حداد حلقة النقاش بكلمة قال فيها: “عندما تعطس أميركا يصاب العالم كله بالزكام” هذا القول بات اليوم الأكثر تردادا في الدوائر الديبلوماسية والاعلامية، وربما الأكثر انطباقا على أوضاع العالم منذ وصول دونالد ترامب الى سدة الرئاسة الاميركية. فالرئيس الاميركي المنتخب بمواقفه الحادة والجازمة شكل صدمة سياسية وثقافية كبرى داخل الولايات المتحدة وخارجها.
ولفت الى أنه اذا أخذ كلام ترامب بحرفيته، فان القطيعة التي وعد باقامتها مع نظام الحكم الذي تعتمده المؤسسة الاميركية التقليدية منذ زمن طويل، يخشى لها أن تطال ايضا الكثير من خيارات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خصوصا في منطقة الشرق الاوسط التي تختزن اليوم أكبر عدد من النزاعات والحروب والمآسي والدماء. وفيما يخشى البعض أن تذهب هذه التحولات نحو الاسوأ، يراهن البعض الآخر أنها ستكون في كل الأحوال أفضل من الدرك الذي وصلت اليه المنطقة مع باراك أوباما.

شرف الدين
شرف الدين قالت: مما لا شك فيه ان عنصر المفاجأة والذهول هو الذي طبع الحدث الانتخابي الاميركي كونه جاء عكس التوقعات والاستطلاعات، وان التحاليل والقراءات العديدة التي كتبت وستكتب لن تحدد جوابا شافيا لظروف ما جرى وأدى الى هذه النتيجة إلا أن الثابت الاكيد أننا دخلنا مرحلة تحمل متغيرات عدة ولعل أبرز ما يهمنا هو تداعياتها الإقليمية في منطقتنا.
كيف سيتعاطى ترامب مع ملفات المنطقة؟ وهل سينفذ وعوده كمرشح أم الصورة من داخل البيت الأبيض ستكون مختلفة عن الصورة من خارجه؟ كيف ستحدد العلاقة مع روسيا؟ وهل صحيح أنه سيمزق الاتفاق النووي مع ايران؟ ما هو الموقف من محاربة داعش والتحالفات من اجل ذلك؟ كيف سيطبق قانون جاستا؟ من هم الحلفاء ومن هم الأعداء؟ أين موقفه من الملف الاسرائيلي الفلسطيني؟ ماذا عن تركيا والعراق والأكراد؟ هل هناك سياسة واضحة في اليمن وليبيا؟ كيف ستكون العلاقة مع مصر؟ أخيرا وليس آخرا، كيف سينعكس هذا التحول الاميركي الكبير وارتداداته الدولية والاقليمية على الوطن الصغير لبنان؟

مقصد
ثم كانت مداخلة الاستاذ فراس مقصد عبر السكايب من واشنطن فقال: نجد تشابها بين سياسة ترامب واوباما من حيث النزعة الى الانعزال الموجودة تاريخيا في السياسة الخارجية الاميركية، فالولايات المتحدة لم تتدخل في الحرب العالمية الاولى الا بعد غرق السفينة “لويزيانا” ولا في الحرب العالمية الثانية الا بعد موقعة “بيرل هاربر” اللتين غيرتا الرأي العام الاميركي، اضافة الى أن من اهم اسباب انتخاب اوباما عام 2008 كان وعده للشعب الاميركي بسحب جنوده من الشرق الاوسط وافغانستان. كما أن هناك تشابها بين ترامب واوباما في النظرة الى المنطقة، فمنطقة الخليج تبقى حيوية ومهمة، بينما لا توجد مصالح استراتيجية مع المشرق العربي سوى الحفاظ على علاقات مميزة مع اسرائيل.
ورأى أن الاعجاب الذي أبداه ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدع روسيا تدير الملف السوري لوحدها في الحرب على الارهاب وهي التي تحدد شكل العلاقة مع ايران والنظام السوري. وأضاف أنه سيكون للكونغرس دور في لجم توجه ترامب تجاه بوتين وروسيا في المقابل سيتعاون معه بما يخص ايران. ولا اعتقد ان ترامب يستطيع الغاء الاتفاقية مع ايران بطريقة أحادية ولكنه يستطيع تمرير العقوبات الاقتصادية مما يؤدي الى ردة فعل ايرانية سلبية. اما بالنسبة للموضوع اللبناني مع انتخاب عون حليف حزب الله فسيكون دفع جدي للكونغرس باتجاه تقليص المساعدات العسكرية والتشدد في العقوبات تجاه المصارف.

يونغ
من ناحيته قال مايكل يونغ: حتى الان لا نرى عند ترامب أي رؤيا واضحة، وسنشهد امورا كثيرة تتكرر عنده كأوباما وخاصة في الملف السوري حيث تظهر اولوياته: 1 – محاربة داعش، 2- تجنب اي صراع عسكري مع روسيا، 3- التعاون مع روسيا ضد الارهاب، 4- تغير العلاقة مع المعارضة السورية، ومن خلال هذه الاولويات لا نرى اي فارق عن سياسة اوباما.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية هولا يملك اي رؤية، حيث يتكلم عن الاتفاق بين الفلسطينيين واسرائيل وكأنه صفقة او عقد تجاري ولذلك سنرى تراجعا في وعوده للاسرائيليين.
وبالنسبة للاتفاقية مع ايران رأى يونغ أن هناك ازدواجية عند ترامب، فمرة يريد الغاء الاتفاق ومرة أخرى يدعو الى تحسين شروطه، لافتا الى وجود عوامل ستؤثر على قراره وهي: وجود اشخاص داخل الكونغرس ومن المملكة السعودية والخليج ينصحوه بعدم الغاء الاتفاق مع ايران، لان في الغاء الاتفاق من جانب واحد افادة سياسية كبيرة لايران وستكون الولايات المتحدة معزولة ولذلك سيكون من الافضل مراقبة تطبيق هذه الاتفاقية والتشدد في تطبيق بنودها.
ورأى أن العلاقة مع السعودية ومصر ستكون افضل ولكن الدور السياسي لهذين البلدين تراجع كثيرا من حيث الاهمية كما كان ابان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وايام الحرب الباردة. كما ان اهمية النفط تتراجع بالنسبة لاميركا اضافة الى صورة السعودية بأنها تدعم الاسلام المتطرف بما يؤثر سلبا على العلاقة.

نادر
ثم كانت مداخلة الدكتور سامي نادر فقال: حقيقة الامر انه لا توجد مؤشرات كثيرة كي نبني عليها، لأن الشعارات الانتخابية شيء والتنفيذ شيء آخر. وأعتقد أنه من الآن الى حين استلام ترامب زمام الحكم في اميركا ستكون امور كثيرة قد تغيرت على الارض وخاصة في الموصل والرقة وحلب ومعادلات جديدة سترسم مناطق النفوذ، فمنطقة نينوى شمال العراق مثلا توزعت على ثلاث قوى وهي الاتراك والاكراد والحكومة المركزية العراقية. كذلك الامر سيكون في الجهة السورية مع قوى مختلفة.
ولفت نادر الى ان ما تشهده المنطقة يعود في جزء كبير منه نتيجة لانفتاح اوباما على ايران بعد الاتفاق النووي وقراره بعدم دعم المعارضة السورية يأتي في هذا السياق.
واشار الى أن ترامب ليس رجلا ايديولوجيا ولذلك يمكن مقاربة الامور معه بشكل براغماتي، أي العودة بالامور في المنطقة لسياسة الجمهوريين التقليدية وبالتالي العودة الى الشريك السني ولكن من ضمن شروط جديدة. وعلى الصعيد الداخلي الاميركي للرئيس ترامب اولوية ربح جمهوره اقتصاديا من خلال التقديمات الاجتماعية والصحية. ومسألة النفط الخليجي اساسية بالنسبة لاميركا لانه المصدر الاساسي لاقتصاد الصين ما يدفع الى استمرار الشراكة مع دول الخليج العربي.

ثم كانت مداخلات لكل من النائب فتفت، المحامية ريجينا قنطرة، الباحثة رباب عبيد، والاساتذة مالك مروة، طوني طعمه وطوني نيسي.