اشارت صحيفة “الراي” الكويتية الى أن الساعات الأخيرة أبرزت صعوبةً “موْضعية” لم تكن في تقديرات الكثيرين في شأن إنجاز الرئيس المكلف سعد الحريري مسودّة كاملة للتوزيعة الحكومية، حقائب وأسماء، ولو أن الحريري عرض على الرئيس ميشال عون مساء الأربعاء اول تصوُّر لهذه التشكيلة التي بقيت فيها فراغات ونواقص في حاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات والجهود من اجل استكمالها.
وأوجزتْ مصادر على صلة وثيقة بعملية تأليف الحكومة لـ “الراي” عقبات ربع الساعة الأخير التي واجهت الرئيس المكلف بأنها نشأتْ عن صراع لا يستهان به على التمثيل المسيحي في الحكومة في ظل اصطدام الحريري بتفاهُم متماسِك للغاية بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” اللذين بدا انهما يرفضان تَجاوُز كونهما القوتيْن الرافعتيْن للتمثيل المسيحي في الحكومة، الأمر الذي كانت قوى أخرى تعتقد انه قابِل للمفاوضات المرنة.
اذ ان الفريق الشيعي ممثَّلاً برئيس البرلمان نبيه بري تَشددّ في منْح تيار “المردة” بزعامة النائب سليمان فرنجية حقيبة وزارية أساسية في الوقت الذي حصلتْ فيه ضغوط واضحة من “حزب الله” وبري لمنْع “القوات اللبنانية” من الحصول على إحدى الحقائب السيادية الأربع، اي المال والخارجية والداخلية والدفاع.
واذ ثُبتت حقيبة المال للوزير في حركة “امل” علي حسن خليل، والداخلية للوزير نهاد المشنوق والخارجية لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، طُرحت الدفاع للوزير في “التيار الحر” الياس ابو صعب على ان تُحسب من حصة رئيس الجمهورية.
وفيما طُرحت على “القوات” حقيبتا العدل والإعلام ونيابة رئاسة الوزراء، لم توافق “القوات” فوراً على هذا الطرح ولو انها تتّجه الى قبوله، ولكن بعد ان تتبلور صورة توزيع ما تبقّى من حقائب، وقد اضطر “التيار الحر” الى مماشاتها. كما ان الفريقين المسيحييْن أظهرا ميلاً الى استبعاد تمثيل “المردة” ما دامت تركيبة الحكومة عادت الى 24 وزيراً بدلاً من 30 كما كان مقرَّراً سابقاً، في حين شعر الحريري بأن هامش حركته يضيق باضطراد أمام تفاهُم “التيار” و”القوات” في حين انه ليس معنياً به كرئيسٍ مكلف يسعى الى التمتع بهامش حركةٍ واسع.
وأكدت الاوساط ان الحريري طلب من رئيس الجمهورية التدخل لإيجاد مخرج لهذه العقدة التي قد تكون الأخيرة مبدئياً التي تحول دون انجاز التشكيلة الحكومية قبل نهاية الاسبوع الحالي، موضحةً ان المناخ العام لا يعكس إمكان حصول انتكاسة كبيرة من النوع الذي يعيد عملية التأليف برمّتها الى المربّع الاول كما خشي البعض، لكن الساعات الآتية ستكون مفصلية في إخراج العملية من عوائقها الأخيرة وامتحان نيات القوى السياسية في تسهيل مهمة الحريري، علماً ان مجمل المعطيات ترجّح الافراج عن العقبات في الساعات المقبلة بما يرجّح ولادة الحكومة غداً او بعده على أبعد تقدير.