رأت مصادر في تيار المستقبل في حديث لصحيفة “الأخبار” أنّ “الأمور تعقدت أكثر بعد السجال بين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه برّي، حتى باتت عقدة حقيبة المردة الوزارية الأبسط”.
ولفتت المصادر إلى أن المفاوضات عادت إلى ما كانت عليه في اللحظة الأولى بعد تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة. ولم تجزم المصادر بما إذا كان الحريري سيزور قصر بعبدا اليوم للتشاور مع الرئيس ميشال عون. ولفتت المصادر القريبة من الحريري إلى أن الأخير “يساند الرئيس بري في مطالبه”.
وكشفت “الأخبار” انّ الحقائب التي تحسبها القوات “لها” هي: الأشغال والنقل، الشؤون الاجتماعية والإعلام. وتتصرّف القوات كالخارج منتصراً من صراع نالت في نهايته حصة أكبر بكثير من حجمها، وهي تفخر بأنّ “سمير جعجع الذي لا يريد أن يظهر كمن يُعطل العهد، كشف أنّ العقدة هي لدى فريق حزب الله ــ حركة أمل، فليعملا على حلها. واضح من هو الطرف الذي لا يريد النجاح للرئيس القوي. هل يتحملون تعطيل العهد؟”.
وتقول مصادر القوات إنّ “الأمور تُحل إذا ما قبل التيار الوطني الحر التخلي عن حقيبة الطاقة لمصلحة المردة، إذا لم يقبل الأخير بالتربية”. أمران يبدوان غير قابلين للتطبيق. فالتيار العوني مُتمسك بالطاقة، في حين أنّ تيار المردة “موقفه ثابت لجهة رفضه الحصول على التربية، وهو يتشدد في هذا الموضوع”، استناداً إلى المصادر التي تعتبر أنّ “الحل بحاجة إلى إعادة خلط للأمور”. حتى صيغة الثلاثين وزيراً “التي أعيد طرحها لن تكون حلاً، فالذي سيحصل على 4 وزراء في وزارة مؤلفة من 24 وزيراً، سيعمد عندها إلى المطالبة برفع حصته”.
من جهتها، كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الحاصلة لتشكيل الحكومة أن هناك تكتلاً كبيرًا من 44 نائبًا تبلور خلال جلسة انتخاب الرئيس، وهو تكتل “الأوراق البيضاء والأوراق المعترضة”، يتوجب أن تكون له كلمة وازنة في المشاورات، والأخذ برأيه وإعطائه حقائب وازنة.
وتشير المصادر، في حديث لصحيفة ”الشرق الأوسط”، إلى أن ما يؤخر إعلان ولادة الحكومة “عقد قد تكون صغيرة، لكن حلها يبقى أساسيا لتعبيد الطريق أمام التشكيلة الجديدة”، مرجحة أن تأخذ الأمور “مزيدًا من الوقت، ليتحول إعلان هذه التشكيلة قبل عيد الاستقلال المصادف يوم الثلاثاء المقبل، إلى تحدٍ حقيقي”.
واعتبرت المصادر أن “اعتماد تشكيلة حكومة الرئيس تمام سلام كأساس للتشكيلة الجديدة قد يُساعد كثيرًا في تسريع عملية التشكيل المستمرة، فيتم استبدال الرئيس سلام بالرئيس المكلف سعد الحريري، ويسمي الرئيس عون 3 وزراء كانوا من حصة الرئيس السابق ميشال سليمان، ويُعطى حزب “القوات” الحقائب التي كانت مع الوزراء المسيحيين المستقلين، ويستبدل الوزير أشرف ريفي بعد خلافه مع الحريري”.