رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش انه كان من الخطأ الاعتقاد ان الحكومة العتيدة ستبصر النور قبل عيد الاستقلال، خصوصا ان التجارب السابقة تؤكد استحالة ولادتها بسرعة في بلد كل فريق فيه يعتبر نفسه هو الدولة ودوره اساسي ورئيسي في التركيبة السياسية، معتبرا ان المشكلة في عملية التشكيل هي ان كل الفرقاء دون استثناء يتكلمون من موقع الموزع في عملية التأليف ويضعون الفيتوات على هذا وذاك، الامر الذي يحول دون ولادة سريعة للتشكيلة الحكومية، داعيا بالتالي الرئيس المكلف لاتخاذ قراره ويحسم الموقف بالتعاون مع رئيس الجمهورية لأن ارضاء الجميع هو ضرب من المستحيل.
وعليه، لفت علوش في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية، الى ان التشكيلة الحكومية عادت مربعات الى الوراء بعد ان كانت قاب قوسين او ادنى من الاعلان عنها، مشيرا الى ان الرئيس المكلف سعد الحريري تمكن من اجتياز المرحلة الاصعب والاكثر تعقيدا، الا ان عقدا جديدة ظهرت في الربع الساعة الاخير تمثلت في اصرار الرئيس نبيه بري وحزب الله على اعطاء حقيبة دسمة لتيار المردة، الامر الذي فرمل امكانية حضور المولود الجديد على منصة الرسميين في عيد الاستقلال.
وردا على سؤال، لفت الى ان ما شهدته الايام الاخيرة من توتر بين بكركي ورئاسة الجمهورية من جهة وبين الرئيس بري والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من جهة ثانية ليس توترا بين المذهبين الماروني والشيعي بقدر ما هو ردة فعل من قبل الاعتدال الشيعي التقليدي في لبنان الذي يعتبر انه آن الاوان لتكريس حصة ثابتة ووازنة له في السلطة التنفيذية تساوي حصة رئيس الجمهورية الماروني من جهة ورئيس الحكومة السني من جهة ثانية.
واستطرادا، اكد علوش ان تفويض حزب الله للرئيس بري لا يعني ان هناك عملية توزيع ادوار بينهما على قاعدة ان يتولى الاول الشأن السياسي والثاني الشأن العسكري، مشيرا الى ان حزب الله يترك للرئيس بري حرية التصرف في الشأن الحكومي لأن رؤيته للبنان تختلف جذريا عن رؤية الرئيس بري المعتدل، فالاخير يرى بلبنان النظام الكلاسيكي القائم على توزيع الحصص، فيما حزب الله يتخذ من لبنان منصة مساهمة في اطلاق مشروع الولي الفقيه في العالم العربي.
وختاما، يرى علوش انه على الرغم من انتخاب رئيس للجمهورية، فليس هناك اي مؤشر يوحي بتبدل الوضع الذي كان سائدا ما قبل 13 تشرين الأول الماضي، لأن اي تغيير في الوضع يعني صداما دمويا مع حزب الله، مؤكدا انه واهم من يعتقد ان الاخير يرتبط بمونة الرئيس عون عليه، بدليل الاستعراض العسكري الذي اجراه في القصير السورية على الحدود مع لبنان والذي شكل اهانة مباشرة للعهد، مؤكدا ان أي رئيس للبنان يطمح لان يكون رجل سيادة واستقلال واستقرار لابد له من ان يصطدم بمشروع ورؤية وتطلعات حزب الله.