رأى وزير الخارجية جبران باسيل أن الحياة عادت لتتدفق في شرايين مؤسسات الدولة مع انتخاب رئيس يجسد مسارا ديموقراطيا وطنيا بحتا. رئيس يساهم في انتظام عمل مؤسسات ضربها الشلل، ويعيد الأمل إلى مجتمع كاد يستسلم لأمر واقع متهالك”.
باسيل، وفي كلمة له لمناسبة انطلاق الدورة التدريبية الخاصة بدفعة الدبلوماسيين الذين التحقوا بوزارة الخارجية والمغتربين، قال: “الثابتة الأهم هي، ضرورة أن تكون السياسة الخارجية اللبنانية عامل إنصهار يتكفل بإبراز القاسم المشترك بين الأفرقاء السياسيين المحليين في المحافل الدولية، ليتكلم لبنان بصوت واحد وليظهر بموقف موحد يزيده قوة. على السياسة الخارجية ألا تكون سببا في خلق توترات داخلية، لا بل عليها أن تكون حافزا جامعا لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين”.
باسيل تناول مسألة الانتشار اللبناني حول العالم، فوصفه بأنه رافعة نجاح لبنان الجماعي، وهو فرصة لبلدنا، مهما عظمت التحديات. فللانتشار دور معنوي في الصمود، والمواجهة والانتصار. وللانتشار دور اقتصادي في النمو والتطور والازدهار. ونسعى جاهدين وهذه اولوية، لأن يكون للانتشار دور سياسي في الاقتراع والتمثيل الانتخابي. الانتشار اللبناني يوسع حدود لبنان، فيتفاعل بلدنا من خلاله مع الدول كافة. وفي الوقت عينه، يسلط الانتشار اللبناني الضوء على رقعة أرض صغيرة شهدت على نشأته، فيصبح لبنان في عيون العالم منبعا تتدفق منه الطاقات والنجاحات”.
وعن دور وزارة الخارجية، قال باسيل: “تابعنا الأزمة السورية وركزنا الجهود على شؤون مكافحة الإرهاب وعلى المسائل المتعلقة بالنزوح. فأشار إلى أنه على الصعيد الداخلي كانت الحكومة قد اعتمدت مبدأ النأي بالنفس، هذا بلورت الوزارة موقفا جامعا أبعد لبنان عن الأزمة من دون أن يؤدي ذلك إلى اعتماد موقف يتجاهل الأزمة، كما وشاركت في كل اللقاءات التي تناولت التطورات في سوريا وتحركت في جميع المحافل ذات الصلة: من منطلق انخراطها في الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب، أطلقت مبادرتها تجاه مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بفتح تحقيق أولي حول ما ترتكبه داعش من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واكد “ان الآلية المتبعة في بلورة الموقف من الأزمة السورية تدل على حرص هذه الوزارة على استقلالية سياستها وهو ما يحصن قراراتها. فلا التجاذبات الداخلية ولا الانقسامات الإقليمية أدت إلى انحيازنا لغير مصلحتنا الوطنية. إن مصدر الاستقلالية قوة تقوم على قناعة بقدرتنا على التفاعل دون الاصطفاف، كما أن هدف الاستقلالية قوة تحمي من الرضوخ للابتزاز والتهويل”.