على خلفية التجاذبات الحاصلة على مسار تأليف الحكومة، أكدت مصادر رفيعة في قوى “14 آذار” لموقع IMLebanon أنّ مسألة التأليف لا تزال طويلة وقد لا ترى الحكومة النور في وقت قريب على ضوء التعطيل الذي يقف وراءه “حزب الله” بشخص رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يمارس أقصى درجات الابتزاز الحكومي عبر فرض شروط وقواعد محددة على عملية التأليف، وهو ما تجلّى بشكل واضح من خلال التمسّك بالمالية أولاً وربطها بمقررات الطائف، ومن ثم الانتقال ثانياً إلى الحديث عن رفض بري التنازل عن حقيبة الأشغال، وليس ثالثاً تمسكه بإعطاء حقيبة “دسمة” لحليفه النائب سليمان فرنجية.
وتوقعت مصادر “14 آذار” أن يمارس الثنائي الشيعي، أي “حزب الله” و”حركة أمل” المزيد من الضغوط وتطويق هامش الحركة لرئيس الجمهورية ميشال عون عبر إطالة أمد التعطيل الحكومي، إلى حين موعد الانتخابات النيابية فتكون البلاد من دون حكومة، ما يُخضع العهد لشروط وابتزازات الرئيس بري ومن ورائه “حزب الله” في أي تشكيل للحكومة المقبلة وفي إقرار قانون الانتخاب الجديد، ناهيك عن المراهنة على ضرب التحالف الذي نشأ بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ”.
المصادر استذكرت ما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل الانتخابات الرئاسية: “شهر العسل مُهمّ… لكنّ الأهم أكل العسل!”
وكان قال بري: …. “لنفرض أننا ذهبنا الى جلسة 31 تشرين الأول وتمّ انتخاب رئيس الجمهورية، فماذا بعد ذلك، كيف سيقلع العهد الجديد؟
ثمّ يجيب برّي على هذا السؤال برسم المشهد الآتي: أولاً، ينتخب رئيس الجمهورية. وتصبح الحكومة الحالية فوراً حكومة تصريف أعمال. ثانياً، يُدعى الى استشارات نيابية ملزمة لتكليف شخصية تأليف الحكومة. ثالثاً، بدء مرحلة تأليف الحكومة الجديدة. فليقولوا لنا كيف ستتشكل هذه الحكومة. أنا أعتقد أنّ تأليفها إن تمّ، فلن يتمّ قبل خمسة أو ستة اشهر، وأن تنقضي هذه الأشهر، معناه أننا اقتربنا من موعد الانتخابات النيابية.
أي أنّ الصورة تصبح آنئذ على الشكل التالي: رئيس جمهورية بلا حكومة، حكومة تصريف أعمال غير قادرة على الحكم واتخاذ القرارات، رئيس حكومة تصريف أعمال بلا صلاحيات، بل مقيّد بصلاحيات ضيقة جداً، رئيس مكلف تشكيل الحكومة غير قادر على التشكيل، ومجلس نيابي ممدّد له، وتنتهي ولايته، فكيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟
يقول برّي: إن وصلنا الى هذه الحالة، فإنّ نسبة الضرر ستكون كبيرة جداً على البلد، والضرر سيلحق بالجميع، ولكن مَن سيتضرّر اكثر من الجميع هو “فخامة الرئيس الجديد”.
إذ يكون في بداية عهده قد تلقى ضربة كبرى. وفي أوّل عهده سنكون امام قانون للانتخاب لا احد يريده… ما يجب أن يعلمه الجميع هو أنّ العرس مهم، وأهمّ من العرس هو الزفّة.. وشهر العسل، والأهم من كلّ ذلك هو أكل العسل، فكيف سيُؤكل العسل؟
والسؤال اليوم: هل ما يجري اليوم هو تطبيق لهذا السيناريو؟