كتب أسامة القادري في صحيفة “الأخبار”:
ارتفاع أسهم توزير النائب المستقبلي جمال الجراح، في الحكومة المقبلة، لم ينعكس ارتياحاً لدى جزء كبير من قاعدة تيار المستقبل في البقاعين الغربي والأوسط، ممن يرون أن الجراح بعيد عن القاعدة الشعبية البقاعية، و”تسميته وزيراً عن البقاع لن تخدم التيار المأزوم”.
“إذا بقينا نعمل بالذهنية نفسها البعيدة عن مراجعة أسباب إخفاقاتنا، فهذا يعني أننا لم نتعلم من كل أخطاء المرحلة السابقة”، يقول أحد قادة المستقبل في المنطقة. ويضيف: “أبناء كل منطقة أدرى بشعابها. كان يفترض بالقيادة أن تناقش الأسماء المطروحة مع الحزبيين وتشركهم في اتخاذ القرار، لا الإملاء عليهم بما يشبه الأمر العسكري”.
في رأي مصادر مستقبلية بقاعية، أن معالجة أزمة تيار المستقبل وترهل شعبيته “تحتاج الى أكثر من الديمقراطية الشكلية” التي عرفها محازبو التيار ومناصروه، للمرة الأولى، في انتخاب مندوبين لهم الى المؤتمر العام. “وضع الاصبع على جرح المستقبل” يلزمه أكثر من إعادة هيكلة تنظيمية، وإنما يتطلّب تفعيل المحاسبة عن كل الفترة الماضية وما شابها من إخفاقات، وإفساح المجال أمام المحازبين لإبداء آرائهم.
وبحسب أحد قادة التيار السابقين في البقاع، فإن إعادة الهيكلة التنظيمية توازيها أهمية نقاش المواقف السياسية مع المحازبين، لافتاً، على سبيل المثال، إلى أنه “فيما كنا في خضم معالجة ازمة التيار والتهيؤ للمؤتمر العام وانجاز انتخابات المندوبين، قررت قيادة التيار، بمعزل عن قاعدته الشعبية، ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية قبل أي مصالحة مع التيار الوطني الحر. وهذا ما جرى سابقاً لدى قرار الرئيس سعد الحريري زيارة سوريا، ولدى ترشيحه النائب سليمان فرنجية للرئاسة”. فيما “خلق حالة من الحوار والنقاش الداخلي، قبل اتخاذ خطوات كهذه، ستكون له بالتأكيد ارتدادات ايجابية على الشارع، ويعزز عمل الخلايا الحزبية التي يكاد يكون عملها اليوم محصوراً برفع الاعلام والصور”.
لا يعلّق المتشائمون آمالاً كبيرة على “الحراك الانتخابي” للخروج من أزمة المستقبل، رغم ورود أنباء من “بيت الوسط” تفيد بأن الرئيس الحريري قرر تعيين 10 أعضاء في المكتب السياسي من حصته، غالبيتهم من عنصر الشباب ممن لهم نفوذ في المناطق. وبحسب هؤلاء، فإن الهدف من هذا التعيين ليس فقط ضخ دم جديد في المكتب السياسي، وإنما الاعتماد على القدرات الاستقطابية للمعيّنين لاقفال الباب أمام أي نقاش يطاول قرارات غير شعبية يتخذها الرئيس”.
ومن بين الاسماء التي قرّر الحريري تعيينها في المكتب السياسي رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين، لإرضاء بلدته مجدل عنجر لما تمثل من ثقل شعبي وانتخابي للتيار. كما جرى اقتراح اسمين في البقاع الغربي، أحدهما من بلدة كامد اللوز وآخر من بلدة القرعون، سيختار الحريري أحدهما لتعييينه عضو مكتب سياسي.