خاص IMLebanon: يواجه الجيش اللبناني تحديات ومخاطر كثيرة من أجل تأمين الحماية للأراضي اللبنانية بوجه كل معتد او متسلل إرهابي يسعى الى زرع الفوضى والرعب في نفوس المواطنين وتعكير العيش بسلام وراحة.
فوحدات الجيش المنتشرة عند الحدود اللبنانية تقوم بواجبها على أكمل وجه من اجل فرض السيطرة على كل التحركات المشبوهة والتصدي لها بيد من حديد منعا لأي خرق أمني قد ينتج عنه تفجيرات أمنية لا تحمد عقباها.
الجيش اللبناني يواصل عملياته الأمنية الاستبقاية بوجه الإرهاب من خلال تكثيف عمليات الرصد والمراقبة بالإضافة الى تنفيذ المداهمات الأمنية واعتقال المطلوبين والإرهابيين الذين يشكلون خطرا على أمن البلاد.
فلا يمرّ يوم واحد من دون أن يشتبك الجيش مع الإرهابيين على الحدود او من دون ان ينفذ عمليات دهم واعتقال بحقهم، ليتبين ان الموقوفين هم من اصحاب السوابق ويتعاملون مع عدّة شبكات إرهابية.
وجديد تلك العمليات الاستبقاية والنوعية، هي تنفيذ قوة خاصة من الجيش اللبناني بمؤازرة وحدات الجيش المنتشرة في منطقة عرسال عملية خاطفة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في جرود وادي الأرانب، بحيث اشتبكت مع عناصره بمختلف أنواع الأسلحة وتمكنت من اقتحام المركز وأسر 11 عنصرا على رأسهم الإرهابي الخطير أمير “داعش” في عرسال أحمد يوسف أمون الذي أصيب بجروح بليغة.
والجدير ذكره أن الموقوف أمون متورط بتجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في مناطق لبنانية عدة، بالإضافة الى اشتراكه في جميع الاعتداءات على مراكز الجيش خلال أحداث عرسال وقتل مواطنين وعسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، وتخطيطه في الآونة الأخيرة لإرسال سيارات مفخخة إلى الداخل اللبناني لتنفيذ تفجيرات إرهابية.
فما أهمية تلك العمليات الاستباقية والنوعية التي يقوم بها الجيش اللبناني؟ وهل يمكن اعتمادها لفرض الأمن من دون اللجوء الى أراض غريبة ومجاورة تحت حجة محاربة الإرهاب ومنعه من الوصول إلينا؟ ألم تثبت صوابيتها تلك العمليات؟
العملية استباقية وتنفيذية
العميد المتقاعد في الجيش اللبناني وهبي قاطيشه يؤكد في حديث لـIMlebanon أن “كل جيوش العالم عندها نوعين من العمليات، استباقية وتنفيذية، والعملية التي نفذها في عرسال وادت الى توقيف الارهابي أحمد أمون وآخرين مزيج من الاثنين معا”.
ويشير الى أن “العملية ناجحة جدا وهذا الامر يأتي من ضمن عمل الجيش اليومي، فالجيش يرصد ويتابع الامور لحين حلول الوقت المناسب لتنفيذ العملية، وتلك العملية هي جزء من العمل اليوم للمؤسسة العسكرية وحسب الظروف تنفذ العملية، والعملية نوعية ويُهَنَأ الجيش عليها ويُكَافَأ”.
جيشنا يضاهي أقوى جيوش العالم
من جهته، يرى العميد المتقاعد جورج صغير في حديث لـIMlebanon أن “العملية الاستباقية للجيش اللبناني جيدة جدا، فقد نفذ العملية باتقان واغار على الارهابيين ما أدى الى توقيف أمير “داعش” أحمد أمون و11 ارهابيا آخرا، واعتقد ان تلك العملية ستؤدي الى اجراء عملية تبادل لتحرير العسكريين المخطوفين لدى داعش، ولكن لا شيء مؤكد حتى الساعة”.
ويتابع: “الجيش اللبناني ليس بحاجة نهائيا لدعم “حزب الله” من اجل اجراء اي عملية استباقية امنيا ضد اي خلية ارهابية، فهو جيش مدرب ويملك ضباطا وعناصرا قوية ومعنوياته عاليه وقادر على القيام بعمليات نوعية في كل الاراضي اللبنانية وفيي اصعب الظروف”، ويلفت الى أن “مستوى تدريب جيشنا يضاهي اقوى جيوش العالم وقادر على تنفيذ كل الضربات الاستباقية والمفاجئة بدقة عالية”.
ادعاءات “حزب الله” كاذبة
وفي ما يخص تدخل “حزب الله” في سوريا، يشدد قاطيشه على أن “الجيش هو الوحيد الذي يملك القدرة والطاقة والاستمرارية لخوض هكذا عمليات، وعادة الميليشات كـ”حزب الله” وغيره لا يملكون تغطية وموافقة من كل الشعب اللبناني لذلك يكونوا مكشوفين ولا يملكون غطاء كاملا، فإذا اي شخص يملك اي معلومة مسبقة فلن يقولها لـ”حزب الله” بل سيبلغ الجيش عنها”.
“كل ادعاءات “حزب الله” بأن الجيش غير قادر على حماية الحدود والقيام باي عمليات استباقية خاطئة وكاذبة وليست بمحلها، والجيش اثبت انه عبر كل العمليات التي يقوم بها، انه بالفعل قادر على حماية الاراضي اللبنانية اكثر من الجيوش الخاصة والميليشيات الخاصة”، يقول قاطيشه.
الحزب يسعى الى امتصاص غضب شارعه
من جهته، يلفت العميد صغير الى أن “ادعاءات “حزب الله” بأنه يحارب في سوريا منعا لدخول الارهابيين الى لبنان باطلة، فالحزب مجبور على القتال في سوريا من اجل مساعدة النظام السوري، ولولا “حزب لله” وإيران وروسيا لكان انتهى، وفي حال خسر النظام معركته امام المعارضة فهذا يعني ان “حزب الله” سينتهي لان كل خطوط الامداد التي تصل اليه من ايران مرورا بسوريا ستتوقف ما سيؤدي الى تغيير كل المشهد الإقليمي”.
ويجزم أن “ما يدعيه “حزب الله” اشبه بذر الرماد في العيون لانه على الحالتين سيذهب الى سوريا لمساعدة النظام، فالحزب يتلقى اوامره من إيران لمساعدة الاسد في سوريا وهو مجبر على تنفيذ الامر، ولكن لكي لا يعارضه الراي العام اللبناني وترتفع الاصوات المعارضة لهذا التدخل، يدعي انه يحارب الارهاب لحمايتنا وانه لولا هذا التدخل لكان “داعش” والتكفيريين اصبحوا في جونية”.
ويضيف أن “حزب الله يدعي كل تلك الامور ليمتص غضب الشارع الذي يعارض هذا التدخل، خصوصا ان عائلات قتلى الحزب بدأ يعلو صوتها وتسأل عن ابنائها”.
الجيش قادر على حماية الحدود من دون مساعدة أحد
من ناحيته، يشدد قاطيشه على أنه “لولا تدخل “حزب الله” في سوريا لما كان الارهاب اتى الى لبنان لانه لا يملك اي مبرر لكي يكون في لبنان ولا يملك اي بيئة حاضنة له”، ويضيف: “الجيش يلقي القبض على الخلايا قبل ان تنفذ عملياتها، واكبر دليل ان اغلب العمليات الارهابية التي كان من المخطط لها ان تحصل أحبطها الجيش والقى القبض على الارهابيين، بينما “حزب الله” لا يلق القبض على احد قبل تنفيذه عمليته العسكرية وكل من يقوم بتوقيفه يأتي بعد معارك وجولات قتال عدة”.
ويؤكد قاطيشه أن “الجيش قادر بكل تقنياته وعناصره وعتاده وسلاحه ضبط الحدود من دون مساعدة أحد، واكبر دليل هو انه من عكار وصولا الى وادي خالد هناك 60 كيلومترا يضبطه الجيش من دون مساعدة أحد، فليس هناك اي عناصر لـ”حزب الله”، ومقولة ان الجيش لا يقدر تأمين الحماية خاطئة وكاذبة، فالجيش قادر على ضبط الساحة اللبنانية شرط ألا يكون هناك ميليشيات خارجة عن القانون مثل “حزب الله” حاليا”.
والجدير ذكره انه بعد حصول تلك العملية الاستباقية وانتشارها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، نفاجأ بأن صور الموقوفين والارهابي المصاب أحمد أمون نُشرت على حساب “الإعلام الحربي” عبر “تويتر” التابع لـ”حزب الله”.
فكيف ممكن ان تصل تلك الصور الى أيدي “حزب الله”؟ وتوزع على وسائل التواصل الاجتماعي قبل ان يوزعها الجيش؟ فمن قام بتسريب الصور؟ وكيف يفسر هذا الخرق؟
عُنصر سرَّب الصور؟
العميد قاطيشه، يجزم أن “المؤسسة العسكرية لن تسرب هكذا صور لـ”حزب الله”، إلا أنه يرجع السبب الى إمكانية تسريب الصور من قبل عنصر من الجيش شارك في عملية الاعتقال، بحيث قام بتصوير الموقوفين وسرب الصور لـ”حزب الله” كي ينشرها على وسائله الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي”.
وتمنى قاطيشه على الجيش ضبط هذه القضايا ومنع حمل الهواتف الذكية والكاميرات في اي مكان ما يؤدي الى خروقات كهذه، ويضيف أن “العمليات الننوعية كهذه يجب ألا يسرب اي شيء عنها حفاظا على سريتها ودقتها وتجنبا لأي خروقات أمنية وحفاظا على سلامة سير التحقيقات”.
من جهته، يلفت العميد صغير الى أن “حصول “حزب الله” على صور الارهابيين ممكن أن يكون قد حصل عبر أحد العسكريين المشاركين في العملية او الذين كانوا عند نقطة الاستلام خصوصا ان الحزب من اللبنانيين وقد يكون احد العناصر متعاطف معه”.