كشف مصدر معني لصحيفة “السفير” تفاصيل العملية النوعية للجيش اللبناني في عرسال، وأوضح انه بعدما تجمعت أدلة ومعلومات مؤكدة أن أحمد يوسف أمون اللبناني من بلدة عرسال هو أمير “داعش” الفعلي في عرسال والجرد، بدأت عملية التعقب والمتابعة الى أن توفّرت معلومات لمديرية المخابرات أن أمون هو:
– أحد الرؤوس الأساسية المدبِّرة في إرسال الانتحاريين الإرهابيين الثمانية الى بلدة القاع وتأمين كل الأمور اللوجستية من نقل وتموين وأحزمة ناسفة وأسلحة في عملية إرهابية كان يراد منها سفك دماء العسكريين والمدنيين وإثارة الهلع في صفوف المواطنين ومحاولة فرض موطأ قدم ثابت لهم في منطقة لبنانية حساسة من الناحية الديموغرافية والجغرافية.
– مشارك مباشرة وشخصيا في جميع الاعتداءات والمعارك التي استهدفت الجيش اللبناني.
– المشاركة في تصفية عسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي ومدنيين بزعم التواصل مع الأجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية.
– إعداد سيارات مفخخة وإرسالها الى الداخل اللبناني خصوصا الضاحية الجنوبية.
– إعداد وتجهيز سيارات مفخخة في الآونة الأخيرة تمهيدا لإرسالها الى بيروت.
– معلومات ومعطيات تتحفظ الجهات المعنية عن البوح بها حاليا نظرا لحساسيتها وتأثيرها على سياق متابعة مجموعات إرهابية و “خلايا نائمة”.
بعد عملية رصد ومتابعة استمرت ثلاثة أشهر، تبيّن أن أحمد أمون يغيّر أماكن سكنه باستمرار، ويتعمد التواجد في مكان محكم أمنيا أي لا يمكن الوصول اليه إلا عبر ممر واحد ومكشوف، وكان دائما يتجول وهو يحمل حزاما ناسفا لا ينزعه عن جسده إلا في أثناء نومه حيث يبقيه إلى جانبه داخل المنزل.
قرابة الساعة السادسة من صباح أمس، وفي توقيت تم اختياره ربطا بانعدام حركة النازحين والمواطنين، تم تحديد مكان تواجد أحمد يوسف أمون في منزل يقع عند طرف أحد المخيمات في وادي الأرانب، وله ممر ترابي إجباري وحيد، فعمدت “قوات النخبة” في مديرية المخابرات إلى الطلب من مجموعة أولى الزحف مسافة تصل الى حوالي ألف وخمسمائة متر حتى مسافة أمتار قليلة من الهدف المحدد.
وما إن تموضعت هذه المجموعة، حتى انتقلت مجموعة ثانية من “قوات النخبة” بسيارات مدنية للتمويه في طريقها الى منزل أمون.
بعد نجاح المجموعتين في تطويق الهدف، تم الإطباق عليه، فبادر أمون ومن معه الى إطلاق النار على المجموعتين، فدار اشتباك بالأسلحة الرشاشة الفردية والمتوسطة، أدى الى إصابة أمون بجروح بليغة في الوريد وفي يده، ومقتل مرافقه، فسارع الجيش الى نقل أمون بعد سحبه من المكان، بواسطة طوافة عسكرية الى أحد مستشفيات بيروت، فيما كانت المجموعتان تنجحان في توقيف أحد عشر إرهابيا كانوا برفقته، بينهم إرهابيان حاولا الهرب ولكن أُلقي القبض عليهما خارج المنزل نتيجة الطوق المحكم الذي ضربه اللواء التاسع في الجيش المنتشر في المنطقة، كما تمت مصادرة كميات من الأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة في أثناء تنفيذ العملية.
ونظرا الى طبيعة ميدان العملية ومكان تواجد الإرهابي أمون، وضعت خطة طوارئ عسكرية مُحكَمَة للتدخل في الوقت المناسب شارك فيها أكثر من سلاح تابع للجيش، بحيث تم تقطيع المنطقة الى مربعات أمنية، فيما أقفل اللواء التاسع كل الطرق الترابية التي يمكن أن يفر عبرها الإرهابيون راجلين.
وشاركت في تنفيذ خطة الطوارئ طوافات عسكرية ووحدات من اختصاصات متعددة، فضلا عن تجهيز أسلحة نوعية للتدخل عند الحاجة، إلا أن العملية تمت من دون وقوع أي إصابة في صفوف الجيش أو أي خسائر مادية.
يُذكَر أن أوامر قيادة الجيش كانت تقضي بإلقاء القبض على الإرهابي أمون الملقب بـ “الشيخ” وهو على قيد الحياة، لأن اسمه ورد في معظم التحقيقات مع إرهابيين موقوفين، وبالتالي، يشكل كنزا معلوماتيا كبيرا جدا، إذا نجح المحققون في جعله يعترف بكل ما يملك من معطيات حاسمة تساعد في منع حصول عمليات إرهابية جديدة.
أما الموقوفون الذين ألقى الجيش اللبناني القبض عليهم في عمليته النوعية في وادي الأرانب الى جانب أحمد أمون، فهم: عصام صديق، عبد الرحمن الغاوي، محمد الغاوي، حسام العكلة، عكرمة عيوش، تهامة عيوش، عدنان فاضل، عبداللطيف صديق، محمد أمون، أحمد يوسف أمون وعلي أمون.
واللافت للانتباه حصول حالة من الهلع والإرباك الشديدين في صفوف الإرهابيين “الدواعش” المتواجدين في المنطقة، بحيث عمدوا الى الهرب في اتجاه أعالي جرود عرسال.
وعلم أن قيادة الجيش تلقت اتصالات من مراجع سياسية وعسكرية لبنانية وعربية وأجنبية أشادت بعملية عرسال وبالحِرَفِية العالية في الرصد والتنفيذ.