يحتل عيد الميلاد المجديد مكانة بالغة الاهمية لدى اللبنانيين فإلى الجانب الديني والروحي منه، فهو محطة انتظار سنوية لتزيين المدن والقرى والشوارع والمتاجر… عاصمة الحرف مدينة جبيل حجزت مكانة متقدمة في هذا الاطار حيث ينتظرها الجميع عاما بعد عام فتتميز بزينتها المبتكرة وباتت مقصدا اساسيا للسياح والمواطنين من كل انحاء البلاد والعالم بحيث اصبح اضاءة الشجرة حدثا سنويا ينتظره الجميع.
وللسنة الثالثة على التوالي، أضاءت بلدية جبيل برعاية بنك بيبلوس، شجرة وزينة الميلاد وسط حشد كبير من المشاهدين والمتفجرين، أتوا من كل المناطق اللبنانية لمتابعة الحدث.
واللافت في هذه السنة، استخدام شجرة عام 2014، واعادة احيائها بمظهر جديد لا يشبه الشكل القديم الّا بالجمال.
فهل تصل زينة جبيل هذا العام إلى العالمية وماذا يقول رئيس البلدية زياد الحواط عن تحول جبيل لنقطة ميلادية ينظر اليها عالمياً؟
جمع بين العطاء والجمال
ككلّ عام تعمل البلدية جاهداً من أجل تقديم الأفضل الى زوارها وتجمع بين مفهوم الجمال والزينة، ومفهوم العطاء والمساعدة، ثمرة عيد الميلاد، واللافت أن هذا العام استخدمت شجرة عام 2014 واعيد احيائها بمظهر جديد، وشركة “Brandon” فعلت كل ما بوسعها لتجذب القرية الميلادية والزينة الجديدة ضعف زوار السنوات الماضية.
فقد غلفت الشجرة الذهبية القديمة بالورق الأخضر واقيمت فتحات أو نوافذ فيها تظهر من خلالها رسوم ميلادية متحرّكة، وذلك بفضل شاشات وضعت وراء النوافذ. أمّا اللون الأحمر فقد طغى على الشارع الروماني هذا العام، حيث أضيئت المباني المجاورة للشجرة باللونين الأحمر والأصفر لاضفاء جوّ من الدفء الميلادي الى المدينة. هذا فضلاً عن الثلج والقناديل والأجراس الصغيرة التي استعملت هذا العام. وكلّها رموز من عيد الميلاد تعكس صور القصص الخيالية التي بصمت في ذاكرتنا مذ كنّا صغار.
الهدف نقل الصورة الحقيقية للشعب اللبناني
رئيس بلدية جبيل زياد الحوّاط يشدد في حديث لـIMLebanon على أن “الهدف من فكرة الزينة في كلّ عام ليس كما يزعم البعض لتحريك العجلة الاقتصادية فقط، بل هدفنا الأوّل هو نقل الصورة الحقيقية عن الشعب اللبناني، صورة التقدم والتطور والإبداع التي تميز بها اللبنانيون في مختلف الميادين أينما وجدوا. وبما أنّنا يد واحدة في جبيل، سيبقى اسم مدينتنا يرفرف عالياً”.
وعن احتمال وصول شجرة جبيل الى العالمية، أجاب الحوّاط: “المهم أنها لاقت اعجاب اللبنانيين، نحن فعلنا كل ما بوسعنا والباقي على الله، والأهم من كلّ ذلك هي اللفتة الانسانية التي اعتدنا ان نعطيها الحصّة الأكبر خلال فترة الأعياد، وتكمن هذه السنة من خلال اطلاق مبادرة العام الماضي نفسها حيث سنجمع التبرعات من خلال الرسائل النصية من أجل قضية إنسانية، علما بأن كل لبناني سيكون قادرا على التبرع لهذه القضية من خلال الرسائل النصية حتى وإن لم يتمكن من زيارة جبيل”.
ويشير الحوّاط الى أن “البلدية أقامت هذه السنة في القرية الميلادية المؤلفة من 8 بيوت خشبية تعرض فيها 9 جمعيات خيرية منتجات محلية على أن تستفيد من الأرباح التي ستجنى في الموسم من أجل تنفيذ مشاريعها”.
انجازات عدّة بانتظار جبيل
ويعد الحوّاط اللبنانيين بان “جبيل ستكون دائما في فترة اعياد وفي هذا العهد البلدي ستقام انجازات عدّة تصبّ في مصلحة المدينة والقضاء والوطن، حيث سترتكز الاهتمامات على سلسلة أولويات في المرحلة المقبلة، أبرزها الحدّ من زحمة السير، وتأمين أسهل طرق المواصلات الداخلية، وانعاش الطابع الثقافي للمدينة، وتحريك العجلة الاقتصادية فيها، والاهتمام بالموضوع البيئي، كاشفاً عن البدء بانشاء قصر مؤتمرات ضخم يتسّع لآلاف الأشخاص ومخصّص لشتى النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية، ومشروع مرفأ اليخوت المزمع اقامته عند الواجهة البحرية للمرفأ، وامكان نقل السرايا الى موقع جديد”.
تتغنى جبيل بالثقافة والحضارة، فهذه المدينة حافظت على جمالها واظهرت انها تتماشى مع التقدم والتطور، وكل ذلك بفضل فريق عمل دؤوب يعمل من اجل مدينته ولا يجعل من حواجز السياسة تقف عائقاُ امام الازدهار والانماء.