Site icon IMLebanon

المحاصصة تعيق تشكيل الحكومة

 

 

 

كتبت وفاء عواد في صحيفة “البيان”:

تستمر عملية تأليف الحكومة اللبنانية في دائرة المراوحة بين هبّة تفاؤل حذر وهبّة تشاؤم، في حين أظهرت الاتصالات التي شهدتها الأيام الأخيرة أنّ “المحاصصة” هي التي تعوق ولادة الحكومة، من وجهة نظر البعض، فيما هناك عقد وتفاصيل أخرى، بعضها معلوم والآخر مجهول، تعوق هي الأخرى هذه الولادة، على رغم الأجواء التي تتحدث عن صدور مراسيم تأليف الحكومة أواخر الشهر الحالي، أو مطلع الشهر المقبل.

وإلى أن تعاود عجلة التأليف دورانها، في ظلّ الاتصالات التي لم تغيّر حتى الآن من اللون الرمادي الذي يطغى عليها، بدا أن ملفات مطلبية ـ سياسية عدّة تتحرّك في الوقت بدل الضائع، إلى أن يحين موعد البتّ بها بعيداً عن الاستغلال أو التثمير لهذه الغاية أو تلك، على قاعدة القانون والحقوق والمصلحة العامة.

ولا يزال تيار “المردة” الذي يترأسه النائب سليمان فرنجية على تمسّكه بواحدة من الحقائب الثلاث الأساسية: الأشغال أو الطاقة أو الاتصالات، في حين أن الحقائب الثلاث المشار إليها باتت خارج متناوله. ورأت مصادر مطلعة أنه، وإلى جانب عقدة “المردة”، لا يزال هناك التزام رئيس مجلس النواب نبيه برّي بمطلب التيار، والذي لا يمكن حلحلته إلا من خلال الحصّة المسيحية.

وهنا تبرز مجدّداً مشكلة حقائب “القوات اللبنانية”، والتي أعلنت بدورها أنها لا يمكن أن تتخلّى عنها، فيما أعلنت مصادر قيادية في التيار الوطني الحرّ أنه ليس في واردها التنازل عن أيّ حصّة وزارية، وأنه لن يتساهل في هذا الموضوع.

ونقِل عن برّي تأكيده أن تمسّكه بـ”الأشغال” عائد إلى تمسك “الآخرين” بالوزارات التي في حوزتهم في حكومة تصريف الأعمال، وهو ليس في وارد الحنث بالوعد الذي قطعه لفرنجية من أنه لن يدخل الوزارة إذا لم يدخلها الأخير معه، سواء في هذه الحقيبة أو تلك.

في غضون ذلك، برزت شكوى بعض القوى من افتقاد التوزيع إلى معايير متساوية، سواء نسبة إلى حجم الكتل أو لثبات الوزارات، ما يقود إلى الانطباع بأن المسألة الحكومية لا تزال في حاجة بعد إلى المزيد من الاتصالات والمشاورات، فيما لم تخفِ مصادر سياسية متابعة قلقها من أن تكون الغاية من العُقد الموضوعة في طريق التأليف ليس ضرب زخم انطلاقة العهد الجديد، وإنما وضع دفتر شروط بمعايير التعاطي السياسي المقبل.

من جهتهم، اعتبر مراقبون أنه يمكن حصول فكّ ارتباط بين انطلاقة العهد وتأليف الحكومة، إذ ليس من الضروري أن يكون تأليفها بسرعة هو المعيار لتحرّك العهد، والدليل أنّه في الفترة التي لم تتألف فيها الحكومة حصلت إنجازات أمنية مهمة، إضافةً إلى تأييد دولي وعربي إقليمي واسع لرئيس البلاد. وفي هذا الإطار، لا يُستبعد أن يقرّر رئيس الجمهورية ميشال عون البدء بزياراته الخارجية، من دون انتظار تأليف الحكومة.

وكان عون أكد أنّ لبنان “يستعيد عافيته وحضوره ودوره ويستعدّ للانطلاق في مسيرة نهوض جديدة في كلّ المجالات، لتصحيح ما حصل في الماضي على مختلف المستويات”. وشدّد على أنّ من أولى اهتماماته سيكون “محاربة الفساد والكيدية السياسية التي أضرّت كثيراً بالوطن”.