بتفاؤل، ينتظر اللبنانيون حلول موعد موسم عيدي الميلاد ورأس السنة. الآمال مرتفعة هذا العام بحصول حركة اقتصادية ايجابية وعودة السياح الى لبنان بعد سنوات عجاف شهدت تراجعا في مختلف المجالات الاقتصادية لا سيما السياحة.
فالهيئات الاقتصادية تعوّل على دوران العجلة السياسية لا سيما بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس الحكومة بانتظار تشكيل حكومة بشكل سريع وتذليل العقبات بغية انتشال الوطن من تحت رماد الأزمات واعادته للخريطة السياحية العربية وخصوصاً الخليجية.
التوقعات الأولية بشأن حركة الأعياد مرتفعة إلا انه تم تناقل في اليومين الماضيين خبر عبر وسائل اعلامية عدة ومواقع التواصل الاجتماعي ان بلد الأرز يستعد لاستقبال 700 الف مغترب لتمضية الميلاد ورأس السنة في بيروت والمناطق وأن هناك خطرا كبيرا يتمثل بعدم قدرة اتساع مطار بيروت بأجهزته لعدد المسافرين المغادرين والقادمين، وأن نقابة اصحاب الفنادق ناشدت وزير السياحة ميشال فرعون ان يبحث مع جهاز أمن المطار توسيع مداخل التفتيشات وجوازات السفر!
هذا الرقم يبدو مبالغا به الى حد بعيد، فما هي المؤشرات الأولية وهل فعلاً نحن في حال تفاؤل تجاه الاعياد المنتظرة؟
بيار الأشقر: أنا لا أضع ارقاما وهمية!
ينفي نقيب اصحاب الفنادق بيار الأشقر ما نسب إليه من كلام يتعلق بتوسيع مداخل المطار من اجل استقبال المغتربين اللبنانيين في موسم الاعياد، ويقول ان “هذا الكلام غير دقيق وانا لا اضع ارقاما وهمية”.
ويضيف الأشقر في حديث لـIMLebanon: أنا أكذّب تلك المعلومات فهناك امور منطقية وأخرى غير منطقية، فإذا خلال سنة بأكلمها يدخل الى لبنان مليون سائح ومغترب فمن المستحيل بعشرة أيام ان نشهد دخول 700 لبناني الى لبنان، خصوصا ان المعلومات تحدثت عن لبنانيين فقط وليس مغتربين وسياح عرب واجانب، فإذا اردنا ان نستقدم كل اللبنانيين في الخليج العربي وافريقيا بالكاد يجمعون 700 ألف فهذه الارقام غير طبيعية لان ليس هناك وسائل نقل بامكانها نقل هذا العدد الكبير بعشرة أيام!”.
لكنه في المقابل يوضح ان “موسم الاعياد الذي يمتد من 22 كانون الأول حتى 2 كانون الثاني والتي هي فترة 10 أيام سيتضمن ايجابيات كثيرة ونسبة التشغيل قد تتعدى الـ70% والـ80%، ولكن دخول 700 ألف مغترب الى لبنان فهذا كلام مبالغ فيه ولم اقله يوما”.
الخليجيون يستأجرون السيارات!
وعن حركة تأجير السيارات والطلب عليها خلال الاعياد، يؤكد رئيس نقابة أصحاب وكالات تأجير السيارات السياحية والخصوصية محمد دقدوق في حديث لـIMlebanon “ان ثمة تقدما جيدا وهناك حجوزات من السياح وخصوصا المنطقة الخليجية ولكن الى الآن بشكل علني لم تعلن دول عدة كالكويت والسعودية رفع الحظر عن لبنان، ولكن بشكل عام هناك حركة من قبل الخليجيين في موسم عيدي الميلاد ورأس السنة”.
ويضيف دقدوق: “خلال موسم الاعياد دائما تكون نسبة التشغيل مرتفعة وهذا العام نتوقع ان تصل نسبة التشغيل الى 90 و95% على السيارات والصغيرة والمتوسطة ونسبة 70% على السيارات الكبيرة ومن المتوقع ان نشهد ارتفاعا على الطلب الخليجي للسيارات الكبيرة”.
“أسطول تأجير السيارات في لبنان يصل الى نحو 11 ألف سيارة، فنسبة تشغيل 95% منها يعني ان هناك أكثر من 10 آلاف سيارة سيتم تأجيرها، خصوصا أن المغترب والمواطن اللبناني يستأجران السيارات بالإضافة الى السائح”، يوضح دقدوق.
200 ألف مغترب في لبنان
وعن أرقام الحجوزات والتوقعات لهذا الموسم، يكشف الاشقر ان “غالبية شركات الطيران مليئة بالحجوزات ونسبة التشغيل في الفنادق ستصل الى 80% فيما العام الفائت وصلت الى 50%، ما يعني ان نحو 200 ألف مغترب وسائح سيدخلون لبنان وإذا حصل هذا الامر فسيكون وضعنا ممتاز جدا”.
ويشدد على أن “لبنان لم يخسر مقوماته وقدرات شعبه، ولا زلنا نملك كل القدرات لاستقبال السياح والمغتربين واليوم الغياب الطويل من دون مجيء الاخوان العرب غيّر المعادلة بشكل كبير، لان اعتمادنا الاساسي في لبنان هو على السياحة، فالتجار سيكون وتأجير السيارات سيكون وضعه أفضل، بدءا من موظف المطار مرورا بسائق التاكسي وصولا الى التاجر فالاقتصاد اللبناني سينتعش”.
أما دقدوق، فيلفت الى أن “نحن منذ 5 سنوات تركيزنا هو على المغترب اللبناني حصرا بسبب الاوضاع السياسية التي شهدناها ولم نعتمد على السائح العربي والاجنبي ولكن اليوم بعد انتخاب رئيس للجمهورية وارتفاع منسوب التفاؤل سنشهد ارتفاعا ملحوظا بنسبة التأجير من ناحية السائح العربي”.
لتشكيل حكومة سريعاً
وعن الايجابية السياسية التي سمحت بهذا التفاؤل يعتبر الأشقر ان “الموسم المقبل سيكون افضل بكثير من المواسم السابقة والتوقعات ايجابية خصوصا بعد انتخاب رئيس للجمهورية، فعنوان انتخاب الرئيس هو الوفاق المحلي والمباركة الاقليمية والدولية وهذا ما حصل، فإلى جانب الاستقرار الأمني الموجود بدانا نشهد استقرارا سياسيا ما سيؤدي الى ازدهار البلاد واعادة نهوضها”.
ويعبّر عن أمله بأن “تتألف الحكومة بأسرع وقت ممكن لان الحكومة تعمل على حل مشاكل الشعب وتثبت الوفاق الذي حصل بالنسبة لانتخاب الرئيس، وتطمئن المواطن اللبناني والعربي والسائح الذي يمكن ان يأتي الى لبنان فعندما شهدنا انتخاب رئيس للجمهورية لاحظنا اطمئنان المغترب والسائح العربي وبدأنا نشعر ان الامور تتطور والحجوزات ارتفعت”.
عون والخليج
كما يرى انه “من المتوقع لدى زيارة الرئيس ميشال عون للخليج العربي ان يصدر قرار من دول الخليج العربي بمساعدة لبنان والاستثمار بلبنان والمجيء الى لبنان وهذا الامر سيكون عاملا ايجابيا لاقتصادنا خصوصا اننا شهدنا حالات ممثالة عدة مرات بالسابق”.
من جهته، يشدد دقدوق على أن “تشكيل الحكومة سيؤدي الى ارتياح اكبر في الاوضاع والجو العام في المنطقة لذلك يجب الاسراع بتشكيلها، ولكن علينا الا ننسى الملفات الاقليمية التي تضغط على لبنان خصوصا الملف السوري وهذا الامر لا يشجع كثرا السائحين بالمجيء الى لبنان ولكن الاهم هو ان تعلن الدول الخليجية رفع الحظر عن رعاياه دخول لبنان عندها الوضع سيختلف، ولكن الى الآن لم نشهد اي شيء فعلي على الارض ولكن آمالنا مرتفعة، وفي حال تحسنت الاوضاع بالتأكيد سنشهد ارتفاعا في عدد اسطول السيارات ليصل الى أكثر من 15 ألف سيارة”.