أكدت مصادر الثنائية المسيحية التي تجمع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، لـ”المركزية” أن حزب الله، بتسليم الرئيس نبيه بري مهمة التفاوض بشأن الحكومة، أبعد عن نفسه مواجهةً رأى أنها حتمية بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لعدم رغبته في خوضها مباشرة، وجيّر المهمة الى الرئيس بري الذي ينطق باسم الثنائي الشيعي اليوم، وموقفه يعبّر بلا شك عن موقف “الحزب” و”الحركة”.
فالطرفان غير راضيين عن مسار العهد الجديد ويعتبران ان ما يسميانها “الصفقات” التي أبرمت بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” مطلع العام الحالي وبين التيار البرتقالي و”تيار المستقبل” قبيل الانتخابات الرئاسية، باتت تتحكم بمجرى الامور، فيما المكون الشيعي مغيّب ومهمش، وهما لن يقبلا بهذا الواقع خصوصا ان “حزب الله” يعتبر أن كان له اليد الطولى في ايصال الرئيس عون الى بعبدا وقد دعم ترشيحه منذ اللحظة الاولى.
وتشير المصادر الى ان قيام ثنائية مارونية – سنية تتحكم بقيادة البلاد وتستبعد الشيعة، هو أمر لن يسكت عنه لا الرئيس بري ولا “الحزب”، لافتة الى ان جوهر الخلاف القائم اليوم يكمن هنا، لا في الحقائب والحصص الوزارية. فعين التينة وحارة حريك تخوضان معركة اعادة الاعتبار اليهما والى المكون الشيعي بعد التفاهمات الغامضة التي همشتهما.
وفي السياق، يقول مقربون من “حزب الله” لـ”المركزية” إن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وفى بما التزم به تجاه العماد عون رئاسيا، الا انه يرفض في المقابل “استفراد” أو اقصاء المكون الشيعي.
ويوضح هؤلاء ان نصرالله مرتاح الى المفاوضات والمواقف التي يتخذها الرئيس بري، لكنه أيضا يبدي حرصا لافتا على عدم الوصول الى اي مواجهة مسيحية – شيعية، ومن هنا سارع الى ترطيب الاجواء بين رئيسي الجمهورية والمجلس اثر الخلاف الذي نشب بينهما جراء انتقاد العماد عون التمديد لمجلس النواب.
وفي حين يقرون بأن الانتقادات التي وجهها بعض اعلام 8 آذار الى الوزير جبران باسيل أمس، تحمل رسائل “مشفرة” من الثنائي الشيعي الى العماد عون والعهد الجديد برمته، يلفت المقربون من الضاحية الى ان ثمة ضرورة لاشراك الاطراف كافة في انطلاقة العهد الجديد لضمان نجاحه.
على أي حال، ترى مصادر سياسية أن التوجس الشيعي من تفاهم معراب، والذي كان صامتا وخرج الى العلن اليوم، والخشية من مضامين اتفاق الرابية – بيت الوسط، هما من يعوقان اليوم الولادة الحكومية ووضع قطار العهد على السكة. وتتوقع ان يبقى الستاتيكو المحلي السلبي قائم الى حين نجاح الثنائي “حزب الله – أمل” في انتزاع ضمانات في الحكومة وخارجها، ترد اليهما الموقع المتقدم الذي لطالما نعم به المكون الشيعي على الخريطة المحلية، ضمن تركيبة “تسيّل” فائض قوة “الحزب” العسكرية في الداخل والاقليم. فلا امكانية لاستقامة الحياة السياسية اذا لم يكن “الحزب” راضيا ومرتاحا، تختم المصادر.