عاد خيار الحكومة الثلاثينية ليتصدر طروحات تشكيل الحكومة بعد تعثر فاق الاسابيع الثلاثة نتيجة اصرار بعض القوى والفاعليات على ان تتمثل الكتل النيابية والتيارات السياسية والحزبية كافة في الحكومة التي يراد لها ان تحمل شعار الوحدة الوطنية.
وترى اوساط متابعة للملف ان توسيع الحكومة من 24 الى 30 من شأنه ان يوفر الفرصة لارضاء المعترضين على حصة وحجم هذا الفريق او ذاك من جهة، ولتمثيل الجميع من جهة ثانية كما يوفر في آن الثلث الضامن للعهد وركنيه رئيسي الجمهورية والحكومة. وهذا ما يساهم في ارضاء الجميع والانطلاقة الموعودة للعهد التي يفترض ان تستكمل بولادة حكومية عاجلة خصوصا وان التعثر في عملية تشكيلها يخشى أن ينعكس سلباً على العهد ورئيسه وينال من الآمال المعلقة عليهما.
الى ذلك تكشف الاوساط ان ما ساهم ايضا في عودة اسهم التأليف الى الارتفاع مجددا هي الوعود التي قطعها حزب الله الى تيار “المستقبل” في الاجتماع الحواري بينهما وجلسته الاخيرة مساء امس الثلثاء في عين التينة حيث اثار وفد تيار المستقبل مع وفد حزب الله قضية العقبات التي تعترض عملية التأليف والعصي التي توضع عمداً امام الدواليب “وعلى عينك يا تاجر” كما يقال. وفي شكل يفهم منه وكأن هناك رضى داخل المكون الشيعي عما يجري، وتضيف: ان الحزب وعد صراحة بالتدخل والعمل لازالة عراقيل التأليف وتسهيل الولادة الحكومية في اسرع وقت ممكن وعلى ان يكون ذلك متوافرا امام الاجتماع الثلاثي الذي يعقد بعد عودة الوزير باسيل من الخارج ويضمه الى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري وفق زوار الضاحية، وفي شكل يسهل على المجتمعين (الثلاثة) استكمال البحث في التفاصيل التي تتعدى توزيع الحقائب والاسماء الى عناوين ما بعد التشكيل والمرحلة المقبلة وخصوصا الصيغ الانتخابية وسبل اجراء الاستحقاق. وهو ما تم تظهير جانب منه من خلال ما نقله نواب الاربعاء بعد زيارتهم عين التينة اليوم ولقائهم الرئيس نبيه بري اذ لم يخف عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم القول ان الموضوع هو قانون الانتخاب وما وراءه فيما النائب ايوب حميد نقل عن بري امله في تكامل خيرات الارض مع خيرات السماء وان تتشكل الحكومة.
من هنا تلفت الاوساط الى ان عودة عين التينة الى بسط اجواء التهدئة قد تعكس تسهيلا لولادة حكومية مرتقبة خلال الايام المقبلة وحتى ما قبل الاعياد على ما امل بري نفسه علماً ان القريب منها هو عيد البربارة السبت المقبل وبعده عيد المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من كانون الاول وذلك بالطبع قبل عيدي الميلاد ورأس السنة.