قالت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”الجمهورية” إنّ العهد الجديد هو عهد جديد بكلّ معنى الكلمة، وإنّ الأزمة القائمة تتجاوز الخلافَ حول الحقائب، وهي من طبيعة استراتيجية وتتّصل بالآتي:
أوّلاً، منعُ الرئيس عون من محاولة بناء الدولة.
ثانياً، مِن الواضح أنّ مواصفاتهم للرئيس بأنّه يُفترض أن يكون مقاتلاً في حلب لا رئيساً للجمهورية في لبنان.
ثالثاً، يَخشى الفريق المعطل للعهد من أن يكرّس انتخاب عون موازين قوى سياسية داخلية جديدة غير مسبوقة منذ العام 1990 إلى اليوم.
رابعاً، الفريق المعطل لانطلاقة العهد غير معتاد على رئيس جمهورية قوي ومتماسك ويفاوض بشكل نِدّي مستنداً إلى صلاحياته الدستورية وقوّة تحالفاته، ويَرفض أيّ مساومة على علاقته مع هؤلاء الحلفاء وفي طليعتهم “القوات اللبنانية”، كما أنّه غير معتاد على رئيس يمارس دورَه كشريك فعليّ في تأليف الحكومات.
خامساً، السبب الأساس للمواجهة الحاصلة اليوم يكمن في محاولة تكريس الأعراف المعتمَدة منذ العام ١٩٩٠ إلى اليوم في ظلّ دفعِ الرئيس عون لتطبيق اتّفاق الطائف ورفضِ العودة إلى الترويكا.
سادسا، في سابقة فريدة من نوعها يبدأ الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أيام على انتخاب عون، ما يؤشّر بشكل واضح الى انّ هذا الفريق الذي يُعدّ علناً فرنجية للرئاسة يوجّه رسالة مباشرة الى عون بأنّه مستاء من سياساته وتَموضُعه ومواقفه، وينتظر اللحظة لانتخاب خلفه.
سابعاً، الرسائل السياسية الموجّهة ضد العهد أدّت وتؤدي إلى تعطيل التأليف وضربِ الدينامية الوطنية الإيجابية التي تولّدت مع انتخاب عون وتكليف الحريري.
من جهتها، اعتبرت أوساط مسيحية مطلعة على مسار المخاض الحكومي أن الكرة موجودة في ملعب الثنائي الشيعي، “لا سيما حزب الله الذي بات معنياً بأن يضع حداً لهذه المراوحة والتدخل لدى الرئيس نبيه بري لحلحلة العقد”.
وأبلغت الأوساط المسيحية “السفير” أن أزمة التأليف يمكن ان تُعالج عبر التوافق على منح “القوات اللبنانية” حقيبة “الاشغال” وبري “الصحة”، على ان تؤول “التربية” الى “تيار المردة”، معتبرة ان هذا التوزيع عادل.
ولفتت الأوساط الانتباه الى أن عمر الحكومة قصير ولن يتعدى الأشهر القليلة، “وبالتالي ليس هناك ما يستحق هذه الشراسة في التمّسك ببعض الحقائب”، مشيرة الى أن المرحلة الأهم هي تلك التي ستلي الانتخابات النيابية المقبلة، وعندها لكل حادث حديث.
ولفتت الأوساط الانتباه الى أن “القوات” قدّمت تنازلاً كبيراً عندما قبلت بالتخلي عن الحقيبة السيادية، مؤكدة أن الرئيس سعد الحريري، وبعد التواصل مع بري، عرض على معراب في مقابل هذا التنازل الحصول على وزارة “الاشغال” ومنصب نائب رئيس الحكومة، فلما وافق سمير جعجع، أتى الرفض من المكان المعروف.
وأوضحت الأوساط أن “القوات” لم تتلق عرضاً جديداً بعد، وبالتالي فهي لا تزال تتمسك بالصيغة التي طرحت عليها.