كتبت باسمة عطوي في صحيفة “المستقبل”:
يتم الرئيس سعد الحريري السبت 3 ك1 الشهر الاول من تكليفه تشكيل حكومة “الوحدة الوطنية”، من دون أن تظهر إلى الآن أي معلومات إضافية عن قرب ولادتها أو الافكار الجديدة التي تتداول لإخراجها إلى النور، لكن الثابت أن البحث يدور حول الحقائب التي ستسند إلى القوى السياسية، وأن كل الاطراف لا تزال تفتح خطوط تواصلها مع الآخرين، من أجل إيجاد صيغة حكومية مشتركة ترضي الجميع بالرغم من حالة الاسترخاء التي عاشتها هذه الاتصالات خلال الاسبوع الجاري، والتي من المتوقع أن تستعيد زخمها بداية الاسبوع المقبل، خصوصا أن أجندة الرؤساء الثلاثة خلال اليومين المقبلين ستكون حافلة باللقاءات الدبلوماسية إذ تُسجّل زيارة لكل من وزيري الخارجية التركي والالماني إلى لبنان، وستكون لهما لقاءات مع كافة الاطياف السياسية اللبنانية.
إذاً جولة جديدة من الاتصالات ستشهدها الايام القادمة، كما تؤكد مصادر قصر بعبدا لـ”المستقبل”، لافتة إلى “أن التواصل بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لم يتوقف خلال الايام الماضية بشأن الموضوع الحكومي، لكن لا شيء جديداً طرأ على الاتصالات الجارية، ومن المتوقع أن تستعيد اللقاءات زخمها بعد عودة وزير الخارجية جبران باسيل الذي يتواصل بشكل دائم مع مدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، حول الملف الحكومي”.
يوافق عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري على أن “لا موعد محدداً لإنضاج الطبخة الحكومية”، ويقول لـ”المستقبل”: “هناك مجموعة من العقد عند أكثر من فريق أي الرئيس نبيه بري والوزير سليمان فرنجية وآخرين، لكن أهم ما في الموضوع هو أن تيار المستقبل لا مشكلة لديه بشأن توزيع الحقائب، بل هو يحاول حلحلة العقد الحكومية”.
يضيف: “الرئيس الحريري حريص على ولادة الحكومة بسرعة ومن دون تسرع، ولكن ما يحصل هو أن كل فريق سياسي لديه ظروف جديدة سواء في علاقاته السياسية أو تحالفاته، وهذه القوى تحاول التأقلم مع هذا الجديد وتحسين شروطها التفاوضية وهذا ما يؤدي إلى إستغراق ولادة الحكومة مزيدا من الوقت”.
عند “القوات اللبنانية” لاتزال الامور على حالها، كما يقول عضو كتلة “القوات” النائب أنطوان زهرا لـ”المستقبل”، مضيفا :”لم يعرض على “القوات اللبنانية” أي عرض جديد غير الذي عرض عليها في بداية الاتصالات لتشكيل الحكومة، أي حقيبة نائب رئيس مجلس الوزراء وحقيبتي الاشغال والاعلام وتمت الموافقة على ذلك، وبعد هذا العرض لم يتحدث إلينا أحد بأي طرح جدي سوى ما نقرأه في وسائل الاعلام، لكن مع عودة الوزير باسيل من المتوقع أن تعقد جولة جديدة من المفاوضات،لأن جميع الاطراف بحاجة إلى أن تظهر حكومة جديدة للعهد الجديد لكي تدير شؤون البلاد وأن تقرّ قانوناً جديداً للإنتخابات خصوصا أن الوقت بات يداهم الجميع”.
أما قوى 8 آذار التي يفاوض بإسمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فهي ترى أن “الكرة في ملعب كل من رئيسي الجمهورية والحكومة” كما يقول لـ”المستقبل” عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب علي خريس، مضيفا: “السؤال عن موعد ولادة الحكومة هو سؤال برسم المعنيين وليس برسم الرئيس بري الذي قدم كل التسهيلات المطلوبة لإخراج الحكومة إلى النور، خصوصا أنه طرح على الرئيس الحريري أنه سيتولى مهمة إقناع تيار المردة بقبول حقيبة التربية إلى جانب حقيبتي المال والاشغال لكتلة التنمية حين إلتقاه خلال التهاني بعيد الاستقلال، لكن لم يصله جواب محدد حول ذلك إلى الآن وبالتالي فالكرة هي اليوم في ملعب الطرف الآخر”.