IMLebanon

حفلة جنون… “حكومية”!

government-building-lebanon

 

 

يؤكد مطلعون على مسار تأليف الحكومة الجديدة لـ”المركزية” أن “الرئيس سعد الحريري في وضع صعب جدا. ذلك أنه عالق بين سندان مطالب الرئيس نبيه بري، ومطرقة الثنائية المسيحية، فيما هو مستعجل لولادة الحكومة العتيدة”.

من جهتهم، يرسم مراقبون صورة غير ايجابية عن مجريات التأليف، ويعتبرون عبر “المركزية” أيضا “أننا أمام “حفلة جنون” حكومية. ذلك أن البلد دخل المدار الايراني، وإن رفض كثيرون الاعتراف بذلك.

ويعتبر بعض الفرقاء أنهم يستعيدون “عون الرابية”، الذي يدور في فلك ما اصطلح على تسميته “محور الممانعة والمقاومة”.

في المقابل، يكثر الكلام عن أن أول معرقلي الولادة الحكومية هو الثنائي الشيعي الذي كلف رئيس المجلس النيابي نبيه بري تمثيله في كواليس مفاوضات التشكيل، في وقت يلفت كثيرون إلى أن عون حليف هذا الثنائي، ما يثير علامات استفهام حول أسباب تأخر التشكيل. في هذا الاطار، يذكّر المراقبون أن “عون ارتبط بتحالفات لا يعرف حزب الله فحواها (اتفاق معراب)، و يقول أطرافها إنهم يتمتعون بأكثرية مسيحية تتيح لهم تقاسم الحصص المسيحية في المجلس النيابي والحكومة، ما أدى إلى ردة فعل من حزب الله، تتجلى اليوم على مستوى حكومة الرئيس الحريري المنتظرة.”

ويذهب المراقبون أنفسهم بعيدا إلى حد الحديث عن ” أزمة ثقة واضحة بين الحلفاء السابقين، علما أن ما يجري يؤكد أن حزب الله هو الذي يحدد قواعد اللعبة السياسية في لبنان، بدليل أن الحكومة لم تتألف حتى الساعة، بعدما أخضع الجميع لترشيح عون، وهو يعبر اليوم عن رفضه أي تحالفات يعقدها حلفاؤه من “وراء ظهره”.

ومن زاوية اقليمية، يلفت المراقبون إلى أن “محورا اقليميا يسجل اليوم المكاسب الميدانية، وهو لن يتوانى عن محاولة استثمارها على المستوى السياسي.

أمام هذه الصورة المعقدة، يؤكد المراقبون أن “حزب الله لا يريد رئيسا يستطيع أن يحكم باستقلالية تامة عن القوى التي ساهمت في ايصاله إلى كرسي بعبدا، ما يفسر عرقلة انطلاقة عهده”.

ما مصير الحكومة إذا؟ بحسب المراقبين، “الحريري بدأ يأخذ في الاعتبار التوازنات السياسية، فيما تكبر المخاوف من استعادة تجربة الرئيس سلام، لجهة الوقت الطويل لتشكيل الحكومة. غير أنه (أي الحريري) لا يحتاج إلى أحد، ما يحتم عليه اتخاذ قرارات حاسمة في اتجاه تأليف الحكومة، في وقت تكثر الحملات الاعلامية على العهد، والرسائل السياسية والعسكرية في اتجاه العهد الجديد وأركانه، خصوصا غداة عرضي القصير والجاهلية”.