Site icon IMLebanon

العرب لن يتركوا لبنان في مهب… الرياح الإيرانية

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

تفيد مصادر ديبلوماسية عربية، أن الدول العربية البارزة، كانت في السابق في فترة ترقب للوضع اللبناني. والآن لاحظت من تلقاء نفسها انه إذا أعيد الزخم الى العلاقات، فإن ذلك أفضل من أن يأتي طرف آخر لملء الساحة بالكامل. ويهم العرب أن لا يذهب لبنان الى الخط الايراني بصورة نهائية وبالتالي توجد رغبة بعدم ترك البلد وعدم الانسحاب منه. وان مناسبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية فرصة في اتجاه استعادة العلاقات والتعويل على التعاطي المستقبلي. وعندما تسير الدول البارزة، تلحق بها الدول الأخرى. والآن هناك مرحلة مراقبة عربية حيث الدول تقوم بالنظر الى لبنان وكيفية تعاطيه مع شؤونه وفي أي اتجاه تذهب الأمور.

والدول العربية، تعتبر وفقاً للمصادر ان الوضع اللبناني تحرك، وهم يتفاءلون خيراً، إن على مستوى المسؤولين أو على مستوى الرأي العام. وأول زيارة عربية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ستكون للرياض وذلك بعد تشكيل الحكومة.

وتشير المصادر، الى أنه في الأساس الدول العربية في السابق لم تتخذ أي موقف عدائي مجاف للبنان، إنما كان هناك نوع من البرودة والاستمهال. الآن وجدت الدول العربية انه من الأفضل لمصلحة لبنان ولموقعها في لبنان والمنطقة تعزيز التواصل. فالدول العربية لاحظت بشكل ذاتي أن الابتعاد عن لبنان يعني أن الغير سيقترب منه أكثر وسيؤثر فيه أكثر.

في لبنان فهم المسؤولون الرسائل السياسية التي حملتها زيارات موفدين عرب كبار. وهم يرحّبون بعودة العلاقات الى مجراها، ويعتبرون الأمر ايجابياً بكل ما للكملة من معنى. وعندما ابتعد العرب عن لبنان كانت النتائج سلبية على كل الأصعدة، لا سيما الاقتصادي ولم تَطَل هذه النتائج فريقاً دون آخر، إنما الجميع، في وقت يعاني لبنان من ضغوط اقتصادية كبيرة. ما يحصل من انطلاقة عربية جديدة بالنسبة الى العلاقات مع لبنان فاتحة خير، ويعني أن ليس هناك من تخلٍّ عن لبنان، لا بل على العكس، كان هناك انتظار للفرصة المناسبة لتعزيز خطوط التواصل وتطويرها، بحسب مصادر ديبلوماسية لبنانية. وأهم ما في الأمر أن القرار اتخذ بتسهيل عودة المواطنين العرب والخليجيين الى لبنان للسياحة والاستثمار.

وقالت المصادر، ان الانطلاقة الجديدة ستليها مبادرات، وان لبنان يشكل البلد الثاني للأشقاء العرب، ولبنان لم ولن يدير ظهره لأشقائه، وموقفه متضامن مع العرب والخليج، وضد أي تدخل في استقرار دول الخليج. لا بل انه يعيش آلام الخليج والعرب واهتماماتهما ويشاطر الشعوب الشقيقة مواقفها واهتماماتها. ورئيس الجمهورية هو الذي سيحدد مواعيد زياراته العربية بالتشاور مع الأطراف العرب. كما أن لبنان يرحب بكل الزيارات من كل الدول الصديقة.

وفي مستهل العهد ستكون هناك زيارات لرئيس الجمهورية، عربية وغربية، لا سيما الى فرنسا والفاتيكان على مستوى الغرب.

وتعتبر مصادر ديبلوماسية أخرى، أن استعادة العلاقات العربية، بعد انتخاب الرئيس، تؤكد أن التسوية التي حصلت في هذا الموضوع كانت منسقة مع أكثر من دولة عربية وخليجية، لكي تكون هذه الدول في صورة التسوية ويتم الحصول على مباركتها لها.

وتشير هذه المصادر، الى أنه مهما كانت أسباب انطلاقة العودة الى العلاقات فإن لبنان لا يمكن له أن يذهب في اتجاه آخر غير الاتجاه العربي. فقط ان التناكف السياسي يشله ويشل المؤسسات، إنما لن تصل مفاعيله الى أخذ لبنان الى مكان آخر. هناك تاريخ ووقائع تقف في وجه أي ضغوط لأخذ لبنان الى ما يناقض ذلك. قد تحصل مراحل فتور مع العرب، لكن يمكن تخطيها لأنها تكونت بحكم بعض الظروف. ولكن، استراتيجياً، لا يستطيع أي طرف أخذ لبنان الى مكان غير مكانه الطبيعي العربي.

ولفتت المصادر، الى أن الأنظار تتجه الى ترجمة الانطلاقة الجديدة في العلاقات، خلال الأشهر المقبلة. وكل ذلك في انتظار تشكيل الحكومة، وحيث سيتبلور التعاون الثنائي، لا سيما الاقتصادي، خصوصاً من خلال نشاطات الوزراء المعنيين.