اعتبرت مصادر معنيّة بملف تأليف الحكومة في حديث لصحيفة “السياسة” الكويتية أنّ “حزب الله” يريد إخضاع رئيس الجمهورية من بداية الطريق، وتالياً الرضوخ لمطالبه من خلال الوقوف على خاطر النائب سليمان فرنجية بتوجيه دعوة خاصة له واستقباله في قصر بعبدا، بعيداً من دعوات وسائل الإعلام، استناداً الى بيان رئيس الجمهورية الذي وجّه “دعوة أبويّة” الى أي مسؤول أو سياسي للإجتماع به في القصر الجمهوري، كي يودع هواجسه لدى الرئيس لتحقيق عدالة التمثيل في السلطات الدستورية، مشيرةً الى أنّ هناك محاولة جديّة لفرض أعراض وتقاليد جديدة تتجاوز الدستور على غرار ما هو ما حاصل في عملية تأليف الحكومة.
من هنا، يبدو واضحاً أنّ الذين لديهم القرار بعدم السماح للرئيس المكلّف سعد الحريري بتشكيل الحكومة وللعهد أن ينطلق بزخم، يتخذون من عقدة حقيبة “المردة”، ذريعة لإبقاء المراوحة في عملية التشكيل، فكلّما نجح الحريري في تجاوز عقبة على طريق انجاز مهمّته، اختلقوا له عقبات كما هو حاصل اليوم مع النائب سليمان فرنجية وقبله مع طلال أرسلان و”البعث” و”القومي”، ما يؤكد بوضوح أن “حزب الله” الذي يضع رئيس مجلس النواب في الواجهة كمفاوض عنه في الملف الحكومي، يريد أن تكون الحكومة العتيدة، وفق مشيئته وتوقيته، ضارباً بعرض الحائط ما ينصّ عليه الدستور بأن تشكيل الحكومة أمر مناط برئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، تاركاً لوسائل الإعلام اللبنانية التي تدور في فلكه ارسال الرسائل الى الرئيسَين عون والحريري بأنّه إذا لم تنفّذا كل مطالب “حزب الله”، فلن تكون هناك حكومة في لبنان.