أكد رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض ان صفحة الانتخابات الرئاسية طوِيَت وأصبح للبنان رئيس جمهورية جديد، رئيس جمهورية محصّن بمصالحات وتفاهمات وشرعية مسيحية ووطنية.
معوّض، وخلال القداس الذي أقيم في كنيسة مار يوحنا المعمدان في زغرتا في الذكرى الـ27 لاستشهاد الرئيس رينه معوض ورفاقه، دعا الى طيّ كل صفحات الخلافات التي حصلت، والى وضع حد للصراعات ومنطق التعطيل الذي يؤذي البلد والناس. كما دعا الجميع الى الالتفاف حول العهد الجديد وحول رئيس الجمهورية لانّ أحداً لا يستطيع إلغاء احد والوطن يتسع للجميع ولا يستثني احدا كما كان يقول الرئيس معوض.
وفي ما يلي كلمة رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض كاملة:
“مرت 27 سنة على اغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض. مرت 27 سنة على استشهاد الكولونيل رميا وجوزف الباشا ورينه كعدو وجورج خوند وسايد مورا وأسعد معوض ويعقوب السقال. لا زلت أشعر انهم موجودون حولي، أراهم في وجوه أهلهم واشقائهم واولادهم، وفي وجوه كل واحد منكم ممن بقي رغم كل شيء وفياً لخط الرئيس معوض والقضية التي استشهد من أجلها.
مرت 27 سنة وكأنها بالأمس… وكأنني بالأمس أراه في باريس للمرة الأخيرة عشية انتخابه ليلة 4 تشرين الثاني 1989… في تلك الليلة التي اخبرني فيها انه غداً سيتم مبدئياً انتخابه رئيساً للجمهورية وأن مهمته ستكون صعبة جداً… وخطرة، وانه إذا وقع له أي مكروه فسيعتمد عليّ لتحمّل مسؤولياتي والاهتمام بوالدتي وبشقيقتي، بالعائلة، بزغرتا.. وألّا أترك لبنان.
27 سنة مرت وما زلنا هنا يا أبي.. تعذبنا وتطوّقنا لكننا لم نركع في أي يوم.
لم نركع.. مثلما أنت لم تساوم فاغتالوك.
اغتالوك لأنك رئيس قوي، بأسلوبك الهادئ، بابتسامتك التي لم تفارقك يوماً، بدبلوماسيتك المعهودة وانت الذي وصفوك بأنك تحفر الجبل بإبرة.. وفي الوقت نفسه بصلابتك وعنفوانك ورفضك لأي مساومة على القضية اللبنانية… ولو لم تكن قوياً لما كانوا اغتالوك.
اغتالوك لأنهم خافوا من خطاب القسم وخطاب الاستقلال.
إغتالوك كي يغتالوا السيادة في الطائف لأنك رئيس سيادي بامتياز استطعتَ مصالحة سيادة لبنان مع انتمائه العربي، سيادي بإصرارك على بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية ومن دون أي شريك على مساحة الـ10452 كيلومترا مربعا، سيادي لأنك رفضت شنّ هجوم عسكري سوري على قصر الرئاسة اللبنانية. وسيادي كذلك لأنك رفضت ان تناقش تشكيل اول حكومة لبنانية بعد الطائف مع أي مسؤول غير لبناني، اذ ان القضايا اللبنانية تناقَش في لبنان ويجد المسؤولون اللبنانيون حلاً لها حسب الدستور اللبناني.. حسب الدستور اللبناني.
اغتالوك لأنك رمز وضمانة للميثاق والشراكة الحقيقية في لبنان، الشراكة الفعلية والمتوازنة بين كل مكونات الوطن، شراكة بلا منطق استقواء ومن دون أن يكون فيها لأحد هيمنة على أحد، شراكة تحت سقف الدولة والدستور لبناء لبنان وتطويره.
اغتالوك لأنك ابن المدرسة الشهابية، مدرسة المؤسسات الدستورية، لأنك كنت مصمّما على أن تبني كل المؤسسات على مختلف المستويات. المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية والإدارية والرقابية، نعم الرقابية. كان همك بناء المؤسسات كي تصون الحريات وتحميها كي يعود لبنان منارة للديمقراطية والتطور، وكي يعيش اللبناني حراً وبكرامته في بلده.
اغتالوك كي يستبدلوا السيادة بالوصاية والشراكة بالهيمنة والمؤسسات بالمزارع والفساد.
مرت 27 سنة ونحن اليوم في بداية عهد جديد. حصل لغط كبير قبل الانتخابات الرئاسية وحصلت انقسامات ومواجهات كبيرة. وبكل واقعية أقول اليوم ان صفحة الانتخابات الرئاسية طوِيَت وأصبح للبنان رئيس جمهورية جديد، رئيس جمهورية محصّن بمصالحات وتفاهمات وشرعية مسيحية ووطنية.
أدعو من هذا المنطلق الى طيّ كل صفحات الخلافات التي حصلت، والى وضع حد للصراعات ومنطق التعطيل الذي يؤذي البلد والناس. كما أدعو الجميع الى الالتفاف حول العهد الجديد وحول فخامة رئيس الجمهورية لانّ أحداً لا يستطيع إلغاء احد والوطن يتسع للجميع ولا يستثني احدا كما كان يقول الرئيس معوض.
الذكرى الـ27 لاغتيال الرئيس معوض… اغتيال حلم الشباب بلبنان جديد