Site icon IMLebanon

لماذا القطيعة بين “القوات” ومحافظ عكار؟

 

 

كتبت نجلة محمود في صحيفة “السفير”:

لا تخفي قيادة «القوات اللبنانية» عتبها على محافظ عكار عماد لبكي، الذي لطالما كان من أبرز المناصرين لها بل من المقربين من معراب، إلا أن جملة من التراكمات أدت الى توتر العلاقة وصولا الى قطيعة.

لم يعد الخلاف مقتصراً على الفرز الذي حصل بسبب انتخابات بلدية القبيات، التي أسفرت عن فوز لائحة «قرار القبيات» المدعومة من النائب هادي حبيش بعد انضامه الى تحالف الوزير السابق مخايل الضاهر وعبدو عبدو و «الكتائب»، على لائحة «أهل القبيات» المدعومة من حزبي «القوات» و «التيار الحر».

وبات معلوما أن هامش التفاهمات ضاق عقب نتائج هذه الانتخابات بسبب ما اعتبره حزب «القوات اللبنانية» تسهيلات ادارية ولوجستية للائحة المنافسة، بالرغم من علم لبكي المسبق بأن «فيتو» (عوني، قواتي) موضوع على النائب حبيش الذي بات في مأزق فعلي لكونه الأضعف مسيحيا على صعيد كل محافظة عكار، وذلك بعد خسارته حزب «القوات» الذي كان يشكل الرافعة السياسية له في الانتخابات النيابية السابقة.

لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل وصل الى حد اتهام «القوات» للبكي بتسهيل أمور البلديات المحسوبة على أحد نواب المنطقة عبر منع رفع الحصانة عن عدد من رؤسائها، تماما كما حصل مع بلدية عيدمون، الأمر الذي دفع النيابة العامة المالية الى كسر قرار لبكي وإحالة رئيسين بالمداورة للبلدية على القضاء.

وتشير المعلومات الى أن كل الجهود التي بذلت خلال الأشهر الماضية من أجل إنهاء القطيعة، باءت بالفشل والسبب في ذلك ما تسميها قيادة القوات «إملاءات وتدخلات سياسية لا يمكن السكوت عنها، خصوصا أنها صبت لمصلحة الخصم الذي تمكن من تحقيق فوز رقمي تمثل بنجاح بفارق ثلاثة أصوات».

وينعكس الخلاف سلبا على لبكي لجهة فقدانه الغطاء السياسي الذي لطالما كان يتحصن به، كما يطرح تساؤلات، عن المستفيد من سوء العلاقة بين «القوات» ولبكي؟ ومن يسعى لزعزعة الثقة بينهما، تحديدا عقب الانجازات الهامة التي حققها لبكي منذ تسلمه مهامه محافظاً لعكار في عام 2014، حيث استطاع كسب ثقة اتحادات وبلديات عكار وإحداث نقلة نوعية على المستوى الاداري والتنظيمي والتعاطي مع المؤسسات الدولية والجهات المانحة، ويسجل له قدرته على إنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية في 170 قرية وبلدة من دون أي اشكال يذكر.

تؤكد الأمينة العامة لحزب «القوات اللبنانية» شانتال سركيس لـ«السفير» أن «القوات» ينظر الى موقع محافظ عكار «كموقع لخدمة جميع أبناء عكار من كل الأحزاب والتوجهات السياسية وهو موقع سعينا بكل قوانا لملئه برجل كفوء لديه تاريخ مشرف من التعاطي المسؤول والشفاف»، وتشير الى «أن القوات اللبنانية حريصة على عدم إغلاق الأبواب بوجه لبكي، ولكن لدينا الكثير من التحفظات على سير العملية الانتخابية في القبيات والتي تمكنا بالرغم من تحالف المال والسياسة وإدارات الدولة ضدنا من تحقيق فوز سياسي وإحداث خرق أثبت قدرة الأحزاب ومكانتها في المجتمع القبياتي».

وتضيف: «نحن كقوات لبنانية نرفض تسخير الموقع العام لحساب أي طرف سياسي كان، وعندما يتحول الموقع لخدمة كل أبناء عكار من دون محاباة تكون القوات اللبنانية على علاقة جيدة بالمحافظ لبكي الذي تربطنا به صداقة قديمة نأمل استمرارها».

من جهته، يكتفي لبكي بالقول لـ «السفير» تعليقا على كلام سركيس:»بتمون القوات وبيمون الحكيم (جعجع)».