فشل مجلس الأمن الدولي مرة آخرى في الإتفاق على مشروع قرار يدعو لوقف مؤقت لإطلاق النار في حلب شمالي سوريا وإيصال المساعدات إلى سكان المدينة المحاصرة، حيث استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض خلال التصويت على المشروع، فيما صوت فنزويلا ضد المشروع.
وقبيل التصويت انتقد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، طرح مشروع قرار مصري- إسباني – نيوزيلندي بشأن حلب للتصويت في مجلس الأمن، لعدم كفاية وقت التشاور، وقال: “يجب التوافق قبل التصويت على مشروع القرار بشأن حلب”.
وأضاف: “كنا نتوقع تحديد جدول زمني وممرات لانسحاب المقاتلين من شرق حلب، ومشروع القرار لا يشير لانسحاب المسلحين من شرق حلب”.
وأوضح أن في واشنطن من يحاول إحباط جهود وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بشأن سوريا، لافتاً إلى أن الأخيرين اتفقا على عناصر أساسية بشأن الوضع في حلب.
وكان تشوركين طلب تأجيل التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن حلب، قبل انطلاق الجلسة، كما وطالب بتأجيل الجلسة يومين على الأقل لحين انتهاء الاجتماعات الأميركية – الروسية.
في المقابل، اكدت نائبة المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ميشيل سيسون أن روسيا تستخدم حججاً واهية لعرقلة مشروع القرار الأممي، قالت: “روسيا تفضل مصلحتها العسكرية على المساعدات الإنسانية”. وأضافت: “ننتظر تنازلات روسيا للتوصل إلى حل في حلب”.
وبعد التصويت، قال مندوب مصر لدى الامم المتحدة: “طالبنا في مشروع القرار بوقف إطلاق النار في حلب لـ 7 أيام، كما طالبنا وقف التعامل مع كل الجماعات الإرهابية التي تسيطر على الأراضي السورية”.
وتابع: “طالبنا باستئناف العملية السياسية والمفاوضات وفقا لمبادئ جنيف”، سائلاً: ” أي دين أو طائفة يمكنهما تبرير هذا الحجم من الدماء”.
وابدى مندوب نيوزلندا أسفه لعجز مجلس الأمن عن التوافق بشأن حل في سوريا، وقال: ” من المؤسف أن يُستخدم خطأ إجرائي لتعطيل الحل في سوريا”.
من جهته، اعتبر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة أن “مشروع القرار كان سيُمكننا من إيجاد حل لأزمة سوريا، وروسيا قررت عدم الاستماع للمجموعة الدولية و اختارت دعم النظام”، مشيراً إلى أنه ومن دون حل سياسي ستبقى سوريا بلدا ممزقا.
سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة رأى بدوره أن هذا القرار تم تعميمه لأول مرة منذ شهر ولا أعذار لروسيا، وفيتو الصين ضد مشروع القرار مفاجيء بشكل خاص،
وشدد على ان روسيا قامت من جديد بعرقلة إجراءات ناجعة لتحقيق السلم في سوريا، مؤكداً أن دعم النظام الذي يرتكب جرائم حرب في سوريا ليس مكافحة للإرهاب.