Site icon IMLebanon

ميشال كيلو: الثورة عندما تأسلمت… بدأت تنهار! (بالفيديو)

 

فجّر المعارض السوري ميشال كيلو مفاجأة كبرى خلال مداخلة له مع مؤتمر لناشطي إتحاد الديمقراطيين السوريين في استراليا، والذي عقد في 4 كانون الأول 2016، استعرض خلاله كيلو الحال البائسة التي وصلت إليها الثورة السورية.

كيلو دعا الى إطلاقها من جديد على الأسس الوطنية التي بدأت منها، محمّلاً مسؤوليات الإخفاق الى جميع الدول الداعمة التي حاولت الإستفادة من الثورة لا دعمها، وملقياً باللائمة الكبرى على المعارضات الإسلامية بالتحديد.

انتقد كيلو ما يسمى بـ”الائتلاف السوري” المعارض. واتهم قسما كبيراً من المعارضة ممن وصفهم بأنهم من غير الديمقراطيين بالانشغال بالتجارة من الأموال التي حصلوا عليها من قطر ومن غير قطر.

واتهم الحكومة السعودية، بعدم امتلاكها حسّا إسلاميا، ولا قوميا، ولا عروبيا. وقال: “إن السعوديين تحت مستوى السياسة”. وساوى بين “إسرائيل”، وبين السعودية والدول الخليجية في موقفها تجاه سوريا، قائلا: “إنهم من أول يوم كان واضحا أنهم يريدون الفوضى بسوريا، ولا يريدون نظاما ديمقراطيا. وأضاف: “أجرمت بحق الشعب السوري، لذا عليها النزول عند رغبات السوريين من أجل تصحيح خطئها السابق. إخواننا في السعودية لا عندهم حيل يرسموا خطة، ولا عندهم حيل يقودوا “كومباك” ضد الحملة على المجتمع العربي والإسلامي، وعايشين إنهم عندهم مصاري وعايشين بالصحرا، لكن بكرا بشوفوا”.

كيلو حذر الدول الخليجية من ان الفوضى التي بسوريا اليوم ستنتقل إليهم وستنتهي بتدميرهم، لأنهم هم “أبو المصاري”.

وموجز مما قاله كيلو في المؤتمر:

– وصلنا إلى لحظة شديدة الحرج فيما يتعلق بمسألة الحريّة في سوريا، ولن أسمي المقاتلين بـ”المقاومة” لأنهم عسكر، وعسكرة الثورة تعني قيادة المسلحين للثورة وتهميش السياسة.

– خطاب الثوار متخلف ومعاد للحرية إلى حد كبير جداً، لا يؤمن بمساواة الناس، لا يملك فكرة العدالة في تاريخه السياسي. يجهل فكرة الدولة والمجتمع، الشعب قام من أجل مبادئ الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ولكن تم إزاحة هذه المبادئ لصالح نهج آخر متخلف عنيف، فدخلت الثورة عندها إلى وضع إستحالة الإنتصار لإمتلاكها مشروعين متناقضين.

كان واحدنا بمجرد أن يهبط في مطار أميركي يحظى بعد نصف ساعة بمقابلة مع وزير خارجية أميركا. حضرنا جلسات لمجلس الأمن وساجلنا المندوب الروسي “ومسحنا الأرض به أمام المندوبين”.

– ظهر المشروع البديل للديمقراطية ولم يوافق العالم عليه، لأنه لو انتصر سيكون عليه مقاتلته، إذاً أصبح بشار الأسد الخيار الأفضل لديهم.

– أعترف أمامكم بأننا أخطأنا بالدخول في المؤسسات الرسمية للمعارضة.

ليس اليوم، بل منذ 3 سنوات اقتنع العالم أنه لا بديل لنظام بشار.

– الثورة مرت بمرحلتين، واحدة سلمية مجتمعية شعبية تمكنت ببنادق “البومب أكشن” من السيطرة على 65%من سوريا، وعندما تأسلمت، (في المرحلة الثانية) استعاد النظام المناطق الأساسية والحيوية وبتنا لا نملك سوى 15%.

– في بداية الثورة نزل 8 ملايين سوري هاتفين بالحرية، بينما منذ اسبوع نزلت تظاهرة لدعم حلب في المانيا التي تضم 300 الف لاجئ سوري، بلغ عدد المشاركين فيها 11 شخصا.

– أصبح الخط السياسي للثورة خاضع للبندقية بدل أن يكون العكس. أصبحنا أمام أمراء حرب وتجار دم و”زعران”، خاطفي النساء والبنات. والنتيجة هذا التهاوي الذي ترونه: مجرمين ركبوا على ظهر الثورة، وأطلقوا على انفسهم لقب أمراء وقادة.

– الروس يتفاوضون مع 842 منطقة لإجراء هدن، وبالتالي إخراج الثوار الحقيقيين من مناطقهم، في منطقة التل لوحدها (الغوطة الغربية) يوجد مليون انسان. عن أي حاضنة إجتماعية سنتكلم بعد اليوم إذا كان هؤلاء سيعودون إلى النظام خلال أيام.

– بالنسبة لي اتخذت قراري وخلال أيام سأترك الإئتلاف، لأن الإئتلاف هو المكان الذي دخلنا فيه لنصبح غير فاعلين، وهو يعطل أي عمل وطني. سأعطيكم مثلاً لتأخذوا فكرة عن هذا الإئتلاف، منذ بضعة أيام توفي صادق العظم، فكتب أحدهم على صفحة الهيئة السياسية للإئتلاف عبارة”الله يرحمه”. ثم بعد قليل استدرك قائلاً: هل تجوز عليه الرحمة؟ وهو لم يكن مؤمناً؟ ، تصوروا هذا هو الإئتلاف وهو من سيقود الشعب السوري إلى الحرية، والذي كتب العبارة ليس أي كان، هو الأمين العام للإئتلاف.

– يجب تشكيل قيادة للعمل الوطني شعارها الوحيد الحرية، أدواتها المواطنة والمساواة والعدالة الكرامة الإنسانية. طريقتها بالنضال لا تحتاج إلى رضىً من أحد ولا لأموال السعودية وقطر والخ.. اليوم مثلاً قطر على قناة الجزيرة العظيمة بثت برنامجاً عن تدريب المستوطنين (الإسرائيليين) وذكرت أن هؤلاء المتدربين آتون من أميركا لأن الإنجيل يطالبهم بالدفاع عن اليهود!! هل سمعتم بحياتكم عن انجيل يطالب المسيحيين بالدفاع عن اليهود الذين يعتبر انهم قتلوا المسيح؟. هذا جنون والعالم العربي والإسلامي يتجه نحو الهاوية، ولن تقوم له قائمة بعد الآن.

– لم نعد في العصور الوسطى، لم نعد في عصر بيزنطيا وفارس، هذا عالم الرأسمالية الحديث. هذا العالم الذي يرسل ويتلقى الإشارات من المريخ بأقل من ثانية، هذا العالم لن يقدر العالم الإسلامي “الجربان” أن يصمد فيه بهذه العقلية والروحية والأيديولوجية والقيادات. الله استخلف الإنسان في الأرض وليس المسلم أو المسيحي أو غيره.

– تتكلم معهم ( يقصد اسلاميي الثورة) يقولون لك نحن في صراع مع العالم المسيحي، أنا أعيش في أوروبا منذ 17 سنة وأقول لكم أن كل مسيحية العالم تساوي “نكلة”. في ألمانيا مثلاً 3% فقط يدفعون ضريبة للكنيسة. هذا مجتمع رأسمالي يستخدم المسيحية وحتى الإسلام لأجل مصلحته. ولا تقدر أن تقارعه بإسلام العصر الوسيط، خاصة المأخوذ من باكستان وأفغانستان وتركمانستان.

– لا يمكنك أن تكون مع الحرية وتقول لي عندما ننتصر سنذبح مليوني علوي لأنهم مع بشار، فالحرية تعني سيادة القانون.

– لا تقولوا لي أن المسيحيين لم يقفوا مع الثورة، كيف تريدهم أن يقفوا مع الثورة وأنتم جميعاً تموتون من الرعب من “داعش” و”النصرة” و”أحرار الشام” وغيرها..

– كنت منذ فترة في دبي وقابلت أحد أهم رموز الإعتدال في مشايخ سوريا الشيخ اسامة الرفاعي، وكان يحدثني بصفتي مسيحي، فقلت له لا تحدثني بصفتي مسيحي أنا المسيحية عندي شيء ثانوي، وأنا أرى الدنيا من خلال كوني إنسان وسوري ووطني. فسرّ الشيخ كثيراً بهذا الكلام وظن أنه وقع على مسيحي لا يرغب بالمسيحية، شيء مضحك والله. فقمت بإفهامه أنني لم اهتدي على يديه وأن دينه أو الطريقة التي يؤمن بها تساوي لدي”فرنك”.

– إذا أسلمْتَ الثورة دمرتها.

– نحن اليوم أمام واقع أن المرحلة الثانية التي تولاها هؤلاء أصبحت في الحضيض. النظام يستعيد الحاضنة الشعبية، قياداتهم وفصائلهم تنهار في كل مكان. اليوم في حلب، وغدا في ادلب التي بالأمس أطلقت فيها جبهة النصرة  النار على تظاهرة سلمية خرجت للتضامن مع حلب.