يشير رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان فابريزيو كاربوني لصحيفة “السفير” إلى اختلاف في الاعتقاد ووجهات النظر بين الأفراد الذين يعيشون في البلدان المتضررة من الحرب والآخرين البعيدين الذين لا يدركون معنى أن يتعذّب أبناؤهم أو أزواجهم، أو أن يخسروا بيوتهم ومدارسهم، فيظهرون حساسية أقل تجاه تلك المآسي.
من جهة أخرى، يشدد كاربوني على مخاطر شيطنة العدو وتجريده من إنسانيته ما يشكل باباً مفتوحاً لارتكاب المجازر والعنف. ويعتبر أنه يمكن لطرف أن يربح الحرب مع احترام قوانين الحرب، وأنه لا يجب ربح الحرب مهما كان الثمن، وأن اختراق قوانين الحرب يؤدي الى خسارة السلام. ويقول: “قد لا تثمر فعالية هذه التقارير غداً غير أنه يمكن استثمارها على المدى الطويل، اذ يجب العمل أكثر على حماية الأفراد في الحروب وعدم اختراق قوانين الحرب، ويجب تحميل الدول التي تدعم الأطراف بالسلاح وغيرها من وسائل الدعم المسؤولية”.
أما في لبنان، فيجد كاربوني أن الحرب الأهلية تشكل عنصراً أساسياً في تاريخ لبنان، وأن ذكراها ما زالت في الكثير من المناطق والأحياء، وما زال بعض اللبنانيين يعيشون الحرب التي لم تنته بالنسبة إليهم مثل الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم وأفراد عائلاتهم من دون أن يعرفوا حتى الآن مصيرهم. فيذكّر كاربوني بقضية المفقودين التي تعمل عليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبحق الأشخاص في معرفة مصائر مفقوديهم ويلفت النظر الى نشاطات اللجنة في لبنان مع المؤسسات المعنية والجامعات بغية انخراط المجتمع ورفع الوعي في شأن قوانين الحرب والقانون الدولي الإنساني.