قبل أقل من 24 ساعة من الخطاب المتلفز للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، سعت الماكينة الإعلامية للحزب إلى ضخ كمية من المعلومات عمّا يمكن ان يتضمنه هذا الخطاب، سواء في شقه الإقليمي – السوري (معركة حلب) أو في شقه المحلي المتعلق بحملة الإشاعات التي طالت “حزب الله” في علاقاته مع “التيار الوطني الحر”، أو محاولات تحميل الشيعة مسؤولية تأخير الحكومة، تارة بالتلطي وراء تفويض الرئيس نبيه برّي إدارة التفاوض حول وزراء الشيعة، أي حصة الثنائي “أمل” و”حزب الله”، وتارة أخرى بتبني مطلب النائب سليمان فرنجية بحقيبة وازنة.
وحرصت دوائر الإعلام المرتبط بالحزب على الاضاءة على المواقف المفصلية للسيد نصر الله، سواء في ردود فعل مباشرة، أو في حلقات تلفزيونية ستلي الخطاب، فماذا ستتضمن الكلمة:
1- حسب مصادر معنية، فإن حصة الأسد من خطاب نصر الله ستركز على الوضع الداخلي، لجهة التصدّي للحملة التي تستهدف تحالف “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، وتصوير هذا التحالف وكأنه فقد قيمته بعد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية..
هذا أولاً، وثانياً الرد على المحاولات الجارية لتحريض حلفاء “حزب الله” من 8 آذار ضده، وتصوير الوضع بأن هذا الفريق لم تعد له قائمة.
اما النقطة الثالثة فهي التصدّي لما تصفه هذه المصادر بلغة الفتنة والتحريض المذهبي والطائفي.
2- وفي ما خص الأزمة الحكومية وأسباب تأخير ولادتها، تؤكد هذه المصادر ان السيّد نصر الله سيقدم تصوراً “لفتح ثغرة في جدار التأليف” انطلاقاً من ان جهود تأليف الحكومة قطعت اكثر من 80 في المائة، ولم يبق الا اليسير.
ولم تستبعد هذه المصادر ان يتطرق السيّد نصر الله إلى العلاقة الاستراتيجية التي ما تزال تربطه شخصياً وتربط الحزب “بالتيار الوطني الحر”، فضلاً عن الدعوة الملحة لتقدير موقف النائب فرنجية الذي وصفه قيادي قريب من أجواء “حزب الله” بالرجل الشجاع والشريف والوفي الذي يتعين مكافأته لا محاربته”.
وستحث رسالة السيّد نصر الله والتي ستذاع عند الثامنة والنصف من مساء اليوم على تليين المواقف لتسهيل ولادة الحكومة، مع التنويه بموقف القوى التي تسهل التأليف ومنها النائب وليد جنبلاط.
3- وبالنسبة إلى حلب، فإن السيّد نصر الله قد يستهل خطابه بالكلام على “ما حققه الجيش السوري والقوى الداعمة له ميدانياً في حلب”.
وفي المقابل، توقعت مصادر نيابية ان يسرد نصر الله ما يجري من تطورات في سوريا، ولا سيما في حلب الذي سيعتبره الحزب نصراً للنظام السوري وللحزب على المعارضة السورية، وستكون لهجة الأمين العام للحزب في هذه النقطة لهجة المنتصر والقوي في المعادلة السياسية والأمنية.
وبطبيعة الحال، وبحسب المصادر النيابية نفسها، فإن نصر الله لن يتطرق إلى مسألة الاحراج الذي تسببت به زيارة مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون للرئيس عون والبطريرك الماروني، سواء بالنسبة للعهد أو للكنيسة المارونية، في ضوء ما اثارته من ردود فعل مستنكرة لهذه الزيارة، وصدمة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً في وقت تدمر فيه حلب على رؤوس أهلها.