رأى الأمين القطري لحزب البعث السوري النائب عاصم قانصو، أن الأزمة المتحكمة في تشكيل الحكومة ليست أزمة أسماء وحقائب بقدر ما هي أزمة نظام عجوز عاجز عن استئصال الأورام السياسية المتفشية في البلاد، بدليل أن إيجابية انتخاب رئيس للجمهورية لم تكن كافية لعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها خصوصا أن هناك من هو مصر على اعتبار نفسه هو الدولة ويتعامل مع الآخرين على أنهم إما خوارج وإما ملحقون وإما متعاملون مع الخارج، هذا لجهة المشهد الخاص للتأليف، ام لجهة المشهد العام، يؤكد قانصو أن ما قبل السيطرة على حلب ليس كما بعده، وبالتالي فإن محاولة تحجيم النائب سليمان فرنجية لتسخيف دوره في المعادلة السياسية لن تمر.
ولفت قانصو في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى ان المشكلة الأكبر التي تواجه عملية تأليف الحكومة وتعرقل خروجها من النفق، تكمن في الخطاب التصعيدي لوزير الخارجية جبران باسيل والذي لا بد من تدخل عمه رئيس الدولة ميشال عون لوضع حد له إفساحا في المجال امام مساعي العقلاء لإخراج البلاد من مأزق التأليف، معتبرا بالتالي أن باسيل يعتبر نفسه انطلاقا من موقعه الجديد بعد انتخاب عمه رئيسا للجمهورية المعني الأول والوحيد بتأليف الحكومة، مذكرا إياه بأن حكومة الوحدة الوطنية لا تعني تحكم الثنائيات والثلاثيات مسيحية كانت أو غير مسيحية، بل تعني حكومة ثلاثينية جامعة لكل الأحزاب اللبنانية على غرار حكومات الرئيس رفيق الحريري التي لم تستبعد او تحجم اي من الحيثيات السياسية في المعادلة اللبنانية وتحديدا النائب سليمان فرنجية منها.
وقال: على الوزير باسيل عدم الاعتماد كثيرا على صبر ومحبة السيد نصر الله لعمه الرئيس عون.
وأضاف في حديثه لـ”الأنباء” وصف الحكومة العتيدة بأنها اخطر حكومة. وبرر طرح نفسه كوزير للشؤون الاجتماعية بتسهيل عودة السوريين الى سورية من لبنان، وقال نحن على ابواب مرحلة تقتضي ان يكون هناك نوع من الاستقرار السياسي في المنطقة عنوانه بيروت.
ويرد الصعوبات التي تواجه التأليف الى تحالف قديم ـ جديد بين حزب القوات اللبنانية المتضررة من وصول عون وبين سعد الحريري وأنه يتم الآن على حلف من تحت الطاولة بينهما والمراهنة برأيه هي على عمر عون، والهدف عدم السماح لجبران باسيل بأن يكون له مستقبل بعد عون، لأن جعجع يعتبر نفسه الأب الروحي للساحة المسيحية لا عون ولا الكتائب ولا شمعون.
وقال: ان وليد جنبلاط والحريري وجعجع وجماعة 14 آذار وكل من يطرح سياسة النأي بالنفس انه بهذا الطرح يطرح مشكلة في البلد، واعتبر استبعاده عن الحكومة استبعادا للنسبية الذي يتبناه لقانون الانتخابات، وعن دور حزب الله في سورية، قال: لا مصلحة للحزب في التورط في معركة دير الزور بسبب التواجد الكردي والاميركي والروسي وستكون حربا كلاسيكية.