IMLebanon

عودة سوريا إلى لبنان… “الزمن الأول تحوّل”!

syria-lebanon-hezbollah-flags

تقول مصادر دبلوماسية عربية للوكالة “المركزية”، انّ عودة العلاقات اللبنانية ـ السورية الى سابق عهدها تكاد تكون من سابع المستحيلات لأنّ “الزمن الاول تحوّل”، والامور لا يمكن ان تعود الى الوراء، ذلك انّ القرار الكبير الذي اخرج سوريا من لبنان عسكرياً وسياسياً لا يمكن للنظام السوري ان يلغيه متى شاء وايّ خطوة من هذا النوع لن يكتب لها النجاح الا في حالة واحدة هي تغيير النظام السوري برمته ليعاد بناء العلاقات على اسس جديدة ترتكز الى المبادئ العالمية التي تحكم العلاقات بين اي دولتين جارتين. امّا التعويل على التبدّل اللبناني مع وصول الرئيس ميشال عون الى بعبدا لاعادة مياه العلاقات الى مجاريها فرهان خاسر والمواقف الرئاسية خير دليل.

وتذكّر المصادر بما شهده مسار العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين منذ انشائها في مطلع عهد الرئيس ميشال سليمان، وتبادل السفراء وتشكيل اللجان لحلّ القضايا الشائكة والعالقة، حيث لم تتوصل الى ايّ نتيجة بفعل تمترس النظام السوري في موقعه الرافض للاعتراف بلبنان كدولة سيدة مستقلة عمليا ولئن اعترف رسمياً، فلا سفير لبنان في سوريا عومل كما يتم التعامل مع سفراء الدول، ولا اللجان التي انشئت لترسيم الحدود وصلت الى نتيجة حيث كانت جبال العراقيل ترفع في وجهها كلما حاولت التقدم حتى تعثرت مهامها نهائياً باصرار الجانب السوري على بدء عملية الترسيم من الجنوب لا من الشمال كما طلب لبنان، وتحديدا من شبعا المحتلة التي يعلم الجميع ان لا قدرة على ترسيمها ما دامت محتلة من اسرائيل.

وما يكرّس القناعة بعدم العودة الى زمن الهيمنة السياسية السورية على لبنان هو انّ الرئيس عون كما تبيّن في خطاب القسم ولاحقا في مواقفه المختلفة مصرّ على اعادة بناء الدولة القوية وهو ما لا يتوافق مع هذه النظرة، اضافة الى ان الرئيس سعد الحريري المعروفة مواقفه ومواقف كتلته النيابية وتياره السياسي من النظام السوري، يرأس الحكومة ولا يمكن ان يسمح بإعادة فتح ابواب لبنان امام النظام السوري نفسه مهما كلف الامر، وهو الذي رفض ان يصافح سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي خلال استقبالات التهنئة بعيد الاستقلال في قصر بعبدا في ذكراها الثالثة والسبعين.

والى مجموع هذه العناصر، تضيف المصادر انّ موقف الرئيس الاسد القائل بأن “لبنان لا يمكن ان ينأى بنفسه عن الحرائق المشتعلة حوله” زاد الطين بلّة، اذ انّ نصف الشعب اللبناني او اكثر يفضل سياسة النأي بالنفس التي جنّبت لبنان الانجرار الى اتون النار السورية ويرفض ممارسات النظام السوري ضد شعبه فيما يؤيده النصف الاخر. هذا الانقسام والواقع المستجد، تختم المصادر، لا يمكن ان يقود الى استعادة العلاقات بين الدولتين على اسس سليمة. وحتى انتهاء الازمة واتضاح صورة مصير ومستقبل الدولة والنظام في سوريا، يبقى ايّ تفكير بعودة مياه العلاقات الى مجاريها غير واقعي وليس مطابقا للمواصفات المنطية.