كشفت مصادر سياسية عليمة لصحيفة “السياسة” الكويتية أن مخابرات بشار الأسد أرسلت مفتي النظام أحمد حسون إلى لبنان، لإيصال رسالة إلى العهد الجديد تنبهه إلى تداعيات انفتاحه على الدول الخليجية على حساب تمتين علاقاته أولاً بالنظام السوري الذي بدأ يستعيد سيطرته على معظم الأراضي السورية، في ضوء الانتصارات الميدانية في مدينة حلب.
وأشارت المصادر إلى أن الأسد يدرك جيداً أن الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون لا يعطي الأولوية للعلاقات اللبنانية – السورية، إنما يهمه بالدرجة الأولى إعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية إلى سابق عهدها، بالنظر إلى أن مصلحة لبنان تقتضي ذلك، ولهذا كان ترحيبه بالانفتاح الخليجي على عهده بعد انتخابه، وهو ما انعكس مماطلة وتسويفاً في عملية تأليف الحكومة من جانب جماعات سورية وإيران وفي مقدمهم “حزب الله”.
وأوضحت أن قرار إيفاد المفتي حسون في هذه الزيارة البائسة والمشبوهة، بعد زيارة الوزير منصور عزام، لممارسة مزيد من الضغوطات على العهد لإرباكه وتحذيره من مغبة سياسته الانفتاحية باتجاه دول مجلس التعاون الخليجي وإصراره على التمسك بضرورة أن تكون العلاقات معها في أفضل حالاتها، لأن ذلك فيه مصلحة لبنان قبل غيره.
وكشفت المعلومات أن البطريركية المارونية لم تكن مرتاحة لبعض المواقف التي صدرت عن المفتي حسون بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي، سيما أن موفد نظام الأسد حاول الترويج لانعكاسات انتصارات النظام في حلب وغيرها على مستقبل العلاقة مع لبنان، وأن الأسد يقدر أهمية الدور المسيحي في لبنان والمنطقة، ويحرص على إقامة أفضل العلاقات مع بكركي وسيدها، وهو ما لم تأخذه دوائر البطريركية المارونية على محمل الجد، باعتبار أن تجارب الأسد ونظامه مع لبنان وشعبه وتحديداً المسيحيين، لم تكن يوماً مشجعة ولا تحمل على التفاؤل بإمكانية تحسينها والاستفادة منها، ولهذا السبب فإن القيادات المارونية والمسيحية عامة تبرأت من زيارة مفتي النظام ووضعتها في خانة المثيرة للريبة التي لا تدعو إلى الارتياح.