يجتمع مسؤولون أتراك وروس الأربعاء 14 كانون الاول في تركيا لبحث الوضع في حلب حيث تتعرّض الأحياء المتبقية تحت سيطرة المعارضة لقصف عنيف من قبل قوات النظام، وسط دعوات فرنسية وأممية لوقف القصف وحماية المدنيين، وإصرار روسي على السيطرة على كامل المدينة.
وقال مسؤول تركي رفيع أن الاجتماع سيناقش احتمال فتح ممر لخروج المقاتلين والمدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مضيفا أن تركيا تواصل جهودها مع الولايات المتحدة وكذلك إيران والاتحاد الأوروبي ودول خليجية للعمل على إجلاء مقاتلي المعارضة من حلب.
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن ثمة حاجة لاتفاق لوقف النار من أجل السماح بإجلاء المدنيين.
وفي هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “متفقون على فعل أي شيء لإخراج المدنيين من حلب”، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك رد من المجتمع الدولي على استخدام أسلحة كيميائية بسوريا.
وكانت فرنسا دعت اليوم الأمم المتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب المحاصرة، وحذرت روسيا من أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال “انتقام وترويع” تقع في المدينة السورية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن التوصل إلى وقف النار أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، مضيفا “إن مساندي النظام بدءا من روسيا لا يمكنهم السماح بأن يسود منطق الانتقام والترويع دون أن يتحملوا مخاطر أن يصبحوا متواطئين”.
وكان الوزير الفرنسي قال إن روسيا كانت تكذب باستمرار بشأن استعدادها للتفاوض على وقف إطلاق النار في حلب، وأضاف أنه من السذاجة الاعتقاد بأن الانتصار في حلب يعني نهاية الحرب في سوريا.
أما الكرملين، فأكد أن روسيا تدعم تحرك القوات المسلحة السورية حتى فرض السيطرة الكاملة على حلب.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الذي رفض الإجابة عن سؤال فيما إذا كان الجانب الروسي سيوافق على توفير ممر للخروج الآمن للمسلحين من المدينة.
يُشار إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا وصلت إلى طريق مسدود.
من جهته، اتهم مصدر في المعارضة السورية المسلحة روسيا بأنها ترفض حتى الآن كل مقترحات وقف القصف وإخراج المدنيين من الأحياء المحاصرة في حلب.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد أعلن عن “قلقه البالغ” إزاء معلومات عن فظائع ارتكبت الساعات الأخيرة في حلب بقتل “عدد كبير” من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم بان كي مون “الأمين العام وإذ يشدد على أن الأمم المتحدة غير قادرة على التحقق بصورة مستقلة من صحة هذه التقارير، فإنه يود أن يعرب للفرقاء المعنيين عن قلقه العميق”.
وأضاف أن الأمين العام طلب من مبعوثه لسوريا ستفان دي ميستورا متابعة تطورات الأوضاع في ثانية كبرى المدن السورية.
وعلى وقع التقارير التي تشير إلى ارتكاب مجازر في الأحياء التي يستعيدها النظام في حلب والقصف المدفعي العنيف والمستمر على ما تبقى من المدينة ما يعرض حياة أكثر من مئة ألف شخص محاصرين للخطر، تجمع عشرات الناشطين السوريين والعرب أمام القنصلية الروسية في شارع الاستقلال وسط مدينة إسطنبول للتنديد بما يحصل من مجازر بحق المدنيين في حلب.
وكان ناشطون سوريون قد دعوا السوريين والعرب المقيمين في إسطنبول للتجمع بدءا من الساعة الـ12 من ظهر اليوم أمام القنصلية.
الى ذلك، وجّه الدفاع المدني في حلب نداء أخيرا لإنقاذ نحو 100 الف مدني محاصر يتعرّضون لقصف جنوني، ونقلت اليونيسيف” عن طبيب في حلب ان 100 طفل محاصرون في مبنى يتعرّض لقصف عنيف .
كما وجه الصليب الأحمر من جهته ايضا نداء لجميع الأطراف لتجنيب المدنيين الخطر وحمايتهم.
ولفتت مصادر في المعارضة السورية الى ان هناك مساع حثيثة لاخراج المدنيين من حلب .
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات الجثث تحت الأنقاض في حلب، لافتا الى ان قوات النظام تعتقل كل شاب في حلب وتجبره على القتال معها.
تطورات حلب، دفعت بقطر للدعوة الى اجتماع عاجل للجامعة العربية على مستوى المندوبين بشأن حلب، كما طالب أعضاء بمجلس الأمة الكويتي عقد جلسة طارئة لاستنكار جرائم حلب.