أعلنت اوساط سياسية عربية في باريس لـ”المركزية” ان المسؤولين في الاليزيه والكي دورسيه لا يتوانون عن ابداء استغرابهم ازاء عدم تأليف الحكومة حتى الساعة وهم الذين اعتقدوا ان بمجرد حصول التسوية الرئاسية التي اجتمعت حولها المكونات السياسية الاساسية والكتل الكبرى، فإن تشكيل الحكومة لن يواجه عقبات مهمة خصوصا انها حكومة انتخابات عمرها قصير لا يستأهل فتح مواجهات ونزاعات، بيد انهم فوجئوا بما يجري على مسرح التأليف من كباش وشد حبال على هذه الحقيبة او تلك، وتمترس قوى معينة خلف شروط ليس الوقت وقتها كما يعتقد هؤلاء، ويبدون خشية من ان يكون الهدف الخفي خلف ستارة هذه الممارسات محاولة ترويض العهد ومنعه من اطلاق مسيرة بناء الدولة القوية التي يلتقي الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف عليها، باعتبار ان ثمة من لا يريد دولة من هذا النوع.
وتكشف ان فرنسا بعدما كانت ربطت زيارة احد كبار مسؤوليها للبنان لتقديم التهاني للرئيس عون بتشكيل الحكومة، بحيث تكون الزيارة مزدوجة الهدف في خطوة قرأ فيها البعض ضغطا فرنسيا لتسريع الولادة الحكومية، تبدو، وفي ضوء تعثر التشكيل، عدلت عن قرارها حيث يدرس المسؤولون امكان زيارة وزير الخارجية جان مارك ايرولت لبنان حاملا دعوة رسمية من الرئيس فرنسوا هولاند لزيارة فرنسا بعدما اعلن عون انه سيزور السعودية بعد تشكيل الحكومة، في حين ان الرئيس اللبناني المنتخب وعملا بالتقليد المتبع لطالما كان يتوجه في اول اطلالة خارجية له الى فرنسا والفاتيكان.
ويأتي التشاور الفرنسي في الخطوة بعد التغيير الحكومي اثر استقالة رئيس الحكومة مانويل فالس لترشحه عن الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل وتعيين هولاند وزير الداخلية برنار كازينوف خلفا له وقد شكل حكومته خلال ساعات حيث ابقى على حكومة فالس مع بعض التعديلات.
وتعتبر الاوساط ان فرنسا لا يمكن ان تبقى في موقع المتفرج ازاء ما يجري وهي التي لم توفر جهداً في سبيل انهاء الفراغ الرئاسي، وللغاية تبحث في ارسال ايرولت الى بيروت للتهنئة والحث على التشكيل لانطلاق عجلة عمل مؤسسات الدولة، اذ ثمة مساعدات وقروض وهبات ممنوحة للبنان موضوعة في الثلاجة بفعل شغور العامين ونصف العام وباتت تحتاج اليوم، مع انتخاب رئيس الى قرارات ومراسيم وقوانين تصدر سريعا من المجلس النيابي، خشية فقدانها اذا ما تلكأ لبنان عن اتخاذ اللازم من اجراءات ازاءها. ويبحث الموفد الفرنسي ايضا وفق الاوساط في موعد مؤتمرمجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كانت فرنسا تنوي الدعوة لانعقاده في تشرين الثاني الماضي، الا انها ارجأت الخطوة لمزيد من التحضير والتشاور بعدما اعلن الرئيس عون استعداده لزيارة السعودية ودول الخليج وترتيب العلاقات معها بما يعطي زخما للمؤتمر ويرفع حظوظ نجاحه.