IMLebanon

إحياء “الترويكا” كتعويض عن “السلّة”!

 

 

شكّلت بكركي وعين التينة امس منصة وجّه من خلالها رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية رسائل في اتّجاهات عدة الى العهد، رئاسياً مفادها “الى جانب رئيس الجمهورية ميشال عون اذا كان يريدنا قربه ونحاربه اذا كان يريد محاربتنا”، وحكومياً الى الرئيس المكلّف سعد الحريري باننا مع حليفنا الرئيس نبيه بري الذي اوكلناه التفاوض باسمنا وباسم “حزب الله” “نحدّد” حصصنا الوزارية “ونُهدي” من نشاء منها. فماذا بين سطور هذه الرسائل؟

واشارت أوساط سياسية موالية عبر “المركزية” الى ان “ما قاله نائب زغرتا من بكركي التي يجهد سيّدها في ترتيب “البيت الماروني” الداخلي ليكون اهله متماسكين وموحّدين خلف العهد الجديد، لم يكن مُريحاً ولا يُبشّر بإنقشاع الرؤية على خط بنشعي-الرابية الملبّدة بضباب رئاسي وحكومي، خصوصاً لجهة التصريح – “الاشكالية” لفرنجية في اتجاه الرئيس عون اثر لقائه البطريرك بقوله “وصول العماد عون الى سدة الرئاسة لا يُشكّل “زعلا” لنا، انما طريقة التعاطي معنا من خلال الانتقام او القصاص. الامر بيد رئيس الجمهورية، فهو الذي يقرر، اذا كان يريدنا قربه سنكون، واذا كان يريد محاربتنا سنحاربه، واذا اراد مصادقتنا نصادقه. ونعتبر ان البطريرك هو “بيّ الكل”.

هذا الموقف الذي يُراكم المتاريس السياسية المرفوعة في وجه التقارب بين الرئيس عون ورئيس “المردة” وما سبقه من “استياء” الاخير من جواب عون عندما زاره في الرابية اثر تبنّي الرئيس سعد الحريري ترشيحه لرئاسة الجمهورية بانه لن يؤيّده للرئاسة حتى لو تنحى، الامر الذي اعتبره فرنجية بمثابة قطع “شعرة معاوية” بين بنشعي والرابية، معطوف عليه “الاستقبال” غير المُستحب لفرنجية في دارة الوزير جبران باسيل في البترون اثر “لقاء باريس” الشهير، “يصبّ الزيت على نار العلاقة بين فرنجية وباسيل وينسف محاولات ترتيب اجتماع بينهما كَون الخلاف وقع قبل توتر العلاقة بين رئيس “المردة” ورئيس الجمهورية”.

ولاحظت الاوساط ان “فرنجية الذي غادر بكركي “منزعجاً” على وقع “اجواء مكهربة ومتشنّجة” بينه وبين الرئيس عون التي لم ينجح البطريرك الماروني في ترطيبها، توجّه الى مقر السلطة الثانية بناءً لموعد سابق وخرج ليقول ما معناه “الرئيس نبيه بري “اهدانا” وزارة الاشغال ونحن نشكره والى جانبه دائماً، في موقف يعكس وقوف فرنجية الى جانب بري “ظالماً كان ام مظلوماً” في وقت يُفترض به انطلاقاً من موقعه المسيحي-الماروني ان يكون الى جانب رئيس الجمهورية، علماً ان الرئيس بري وطيلة مسار المفاوضات الحكومية قال ان حصته الوزارية ليست للنقاش وانه متمسّك بحقيبتي المال والاشغال وحصة النائب فرنجية تعطى من “كيس” الرئيس عون والتيار الوطني الحرّ”.

وهنا، تعتبر الاوساط ان “تصريح فرنجية من مقر السلطة الثانية بأن “الاشغال” حُسمت لمصلحة “المردة” بعدما اهدانا اياها رئيس المجلس انما “ضرب” للآليات الدستورية لتشكيل الحكومة التي يصرّ الرئيسان عون والحريري على اتّباعها لعودة الانتظام الى عمل المؤسسات”، وتشرح “ما جرى في عين التينة يتنافى مع مبدأ فصل السلطات، خصوصاً في شأن الالية المتّبعة للتشكيل التي هي من صلاحية رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، لكن رئيس مجلس النواب يصرّ على العيش على اطلال “الترويكا” التي كرّستها الوصاية السورية ومنحته شرف الشراكة في تأليف الحكومة”، وترى الاوساط في كل ذلك رسالة الى العهد ومن وراءه مفادها “إما ان تقبلوا بما نريد او لا حكومة من دوننا”، وان هذه الرسالة التي يبعثها الثنائي الشيعي بواسطة بريد فرنجية

الى العهد كي لا يصوّر الخلاف انه شيعي- ماروني وانما ماروني – ماروني يُراد منها “تطويق” رئيس الجمهورية والالتفاف على العهد بعد “جنوحه” السياسي نحو مسار اقلق “حزب الله” وحلفاؤه”، تتابع الاوساط.

“فالمكوّن الشيعي الذي “خسر” تبنّي السلّة التي من خلالها كان بامكانه ان يتحكّم بالعهد ويكون الوصي عليه ويتولى مهمة العراب، يحاول من خلال “تصلّبه” حكومياً الاستعاضة بالمشاركة بالتشكيل من خلال إحياء “الترويكا”، تختم الاوساط.