ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية انه تسهيلا لتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 تنازل الرئيس نبيه بري عن احد المقاعد الشيعية لفيصل عمر كرامي، بلا مقابل، «التضحية» نفسها كررها بالأمس عندما تنازل عن حقيبة وزارة الأشغال العامة، العزيزة عليه، الى تيار المردة، انما بمقابل هذه المرة، قد يكون وزارة العمل او الزراعة.
والتقط رئيس المردة سليمان فرنجية الحقيبة وسمى من مقر رئاسة المجلس وزيرها وهو المحامي يوسف فنيانوس المسؤول عن ملف العلاقات بين المردة وبين حزب الله وحركة أمل، وموفد فرنجية الدائم الى دمشق.
لكن هذه المبادرة من بري باتجاه فرنجية باعدت مسافة تشكيل الحكومة بقدر ما بدا انها قربته، فقد ظهر للعيان وكأن الحكومة تؤلف في «عين التينة» وليس في بيت الوسط، كما ان موقف بري الأريحي هذا يرسم امرا واقعا سياسيا يؤخذ به كما هو فتولد الحكومة اليوم او غدا، او لا يؤخذ به فلا حكومة.
واذا اضفنا المواقف الجافة التي اتخذها فرنجية من الرئيس ميشال عون في بكركي، وما يمكن ان يكون عليه موقف القوات اللبنانية التي وعدها الرئيس المكلف سعد الحريري بوزارة الأشغال، يتبدى حجم العقبات المستجدة في طريق الولادة الحكومية، فالبعض اعتبر في كلام فرنجية من بكركي تحديا ثلاثيا، لرئيس الجمهورية وللتيار الوطني الحر فللقوات اللبنانية، كقوله: اذا حدا بدو يعمل معنا معركة، نحن جاهزين لمعركة، في حين قال في عين التينة وصلنا حقنا من الرئيس بري ومن الرئيس الحريري.
هذا المنطق اعتبرته اوساط التيار الوطني الحر، استفزازا واضحا، لكن الرئيس بري سارع الى تطويق هذه الاجواء، بايفاد معاونه السياسي علي حسن خليل الى بيت الوسط، لشرح خلفيات قراره للرئيس المكلف، وقال: من جهتي انتهى تأليف الحكومة بنسبة 99% ولو ان الامر يعود اليّ، لكان صدر مرسوم الحكومة امس.
واضاف: تنازلت عن حقيبة الاشغال لمصلحة سليمان فرنجية الذي وقف معنا وساهم بطريقة ما، في وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية واعتبر انه وفى بوعده للحريري بمؤازرته و«هأنا أقرن القول بالفعل».