تقول مصادر سياسية متابعة عن كثب لمشاورات تأليف الحكومة، للوكالة “المركزية”، أنّ أبرز العقبات التي اصطدمت بها العربة الوزارية، تمثل في طرح رئيس الجمهورية ميشال عون اسناد حقيبة الدفاع الى الوزير السابق يعقوب الصراف. فالاقتراح الذي أثار علامات استفهام كبيرة في صفوف القوات اللبنانية، قوبل باعتراض واسع من قبل تيار المستقبل.
وفي حين يلتقي بيت الوسط ومعراب عنذ نقطة رفض ذهاب حقيبة الدفاع الى شخصية – طرف مقربة من 8 آذار و”حزب الله”، لعدم خدش صورة وموقع المؤسسة العسكرية “الجامعة” التي قامت في السنوات الماضية وساعدت في ارساء تعاون وثيق بين الجيش اللبناني وأكبر جيوش العالم، فان “التيار الازرق” لا يحبذ توزير الصراف نظرا الى ماضيه السياسي وتحديدا العلاقات غير الودية التي كانت تربطه بالرئيس سعد الحريري الأب قبل الحريري الابن، منذ شغل الاول منصب محافظ بيروت.
في الموازاة، تؤكد المصادر انّ الحريري حمل معه الى قصر بعبدا مساء الاربعاء، تشكيلة من 24 وزيرا، نافية المعلومات التي تحدثت عن صيغة ثلاثينية كان وضعها الرئيس الحريري أيضا في ملفه الوزاري. فتوسيع حجم الحكومة وفق ما تقول المصادر- وهو المطلب الذي أعلن الرئيس نبيه بري منذ ساعات تمسكه به وذهب الى حد القول انه غير معني بتركيبة من 24- ليس مستساغاً لدى المعنيين مباشرة بالتأليف، كونه ينسف القواعد التي قامت عليها التركيبة الحالية من جذورها، وقد تطلب ارساؤها أكثر من شهر من الاتصالات والمشاورات وزينت مكوّناتها بميزان الجوهرجي، ويعيد الجهود التي بذلت الى المربع الاول. فالوزراء الستة الذين سيضافون الى الخلطة الموجودة، قد لا يقبلون كلهم بتسلم وزارة دولة، كما ان تكبير الحكومة سيتطلب اعادة هندستها وهيكلتها من جديد، فمن يرضى بوزير واحد في حكومة من 24 سيطالب بحصة أكبر في حكومة من 30، ما يعيد خلط الاحجام والحصص مجدداً.
وتستشهد المصادر في هذا السياق، بمسارعة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى المطالبة بـ6 وزراء للثنائي الشيعي في الصيغة الثلاثينية، بالتزامن مع رفضه الحصول على حقيبتي دولة من حصته وتمسكه باسناد وزارتين اليهما.
ومخافة الدخول في “متاهة” من شأنها فرملة الانطلاقة الحكومية وتأخير الولادة المنتظرة حتى اشعار آخر، ينبع الفتور الذي يقابل به “المستقبل” ومعراب، تشكيلة الثلاثين، وهو لا يأتي، دائما حسب المصادر، من رفضهم لـ”مبدأ” التوسيع أو رفضهم اشراك مكونات محددة في الحكومة.
على أي حال، تقول المصادر ان أسهم تركيبة الـ24 هي الاكثر ارتفاعا في الوقت الحالي، ويعمل راهنا كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على تدوير زواياها وروتشتها، معتمدين أسلوب الابتعاد عن “الاسماء النافرة” ومحاولة جمع أكبر كم من الاطراف فيها وعلى رأسها الكتائب، على أمل ان تنضج في الساعات المقبلة. أما اذا لم يحصل ذلك وتمسّك البعض بشروطهم وآخرها توسيع الحكومة، فذلك يعني أن ثمة محاولات مقصودة لتأخير الولادة الحكومية، فمن له مصلحة في ذلك؟ تختم المصادر.
من ناحيتها، قالت مصادر مسيحية متابعة لمسار التشكيل منذ بداياته لـ”المركزية”، ان الساعات القليلة المقبلة من شأنها ان تميط اللثام عن نيات بعض الاطراف السياسية، فإما ان تسهّل مسار التشكيل وتزيل المتاريس التي ترفعها فتولد الحكومة في نهاية الاسبوع او تنكشف على حقيقتها لجهة الرغبة بالاستنزاف المبرمج للعهد وبدء مسار “الجهاد الاكبر”.
من جهتها، استبعدت اوساط قريبة من بيت الوسط عبر “المركزية”، ولادة الحكومة خلال اليومين المقبلين واكدت ان شريط الاتصالات الهادف الى تذليل العقد المتبقية استؤنف بزخم وانّ المشاورات تجري بوتيرة هادئة حول مختلف الافكار المطروحة، موضحة انّ لا صيغة محرّمة او ممنوعة بمعنى ان حظوظ التشكيلة الثلاثينية توازي تشكيلة الـ24 انما يرتكز الامر على قاعدة ايهما يمكن ان تؤمن الافضل وتؤدي الى الغاية التي يتطلع اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف لما فيه خير العهد في انطلاقته الواعدة والوطن.