أعلن النائب سمير الجسر ممثلاً رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن “طرابلس مدينة الوفاء، التي تقع من دولة الرئيس موقع القلب والتي ستكون على وجه التأكيد في الحكومة العتيدة وبتوجيه من دولته، موضع الإهتمام الأكبر للحكومة لما تحملته من حرمان ولما تكبدته من مآس خلال السنوات الماضية، وخلال جولات العنف المتتالية، بعد ان إستعملت كصندوق بريد سياسي ساخن أرادوا من خلاله النيل من إرادة المدينة وقرارها وإلتزامها وعزيمتها، متناسين أن هذه المدينة الضاربة جذورها في عمق التاريخ هي أقوى من أن ينال منها طاغية”.
الجسر، وفي افتتاح مؤتمر “طرابلس مدينة عبر التاريخ والتحولات – رؤى وآفاق”، الذي تنظمه هيئة المعماريين العرب في نقابة المهندسين في طرابلس،قال: “إنطلاقا من عنوان مؤتمركم طرابلس رؤى آفاق، نتمنى ان يتسنى لكم تحديد رؤية للمدينة تأخذ العبر من التاريخ وتراعي كون المدينة بمرفئها الطبيعي هي مؤهلة لأن تكون مرفأ الداخل السوري والعراقي وأن يكون أفق المدينة كما كان دائما مجالها الحيوي في الداخل العربي السوري والعراقي”.
وأضاف: “بعد ما يحصل في سوريا وبعد الدمار الذي خلفته الحرب هناك، فإنه يمكن الإستعانة بطرابلس كمنصة لإعادة إعمار سوريا، وعليه فإن أي رؤية جديدة يجب ان لا تخلو من العمل على تهيئة المدينة لهذا الدور، وهذا يستتبع إستكمال الكثير من البنى التحتية وتحضير الطاقات البشرية لهذا الدور وإيجاد التسهيلات لكل راغب في المساهمة في إعادة الإعمار لينطلق من المدينة”.
واكد الجسر “ان رغبتنا في المساهمة في إعادة إعمار سوريا ليست لتحقيق مكاسب تجارية او إنمائية، فإلى جانب شرف المساهمة في إعادة إعمار سوريا فإن رغبتنا هي بدافع قومي وإنساني يعمل على إعادة وصل ما انقطع مع الشعب السوري العظيم الذي هو الطليعة القومية للعالم العربي”.
وقال: “إن ما تعرضت له سوريا خلال الأعوام الخمس الماضية من تدمير منظم وتهجير منسق للشعب السوري في داخل سوريا أو إلى خارجها، على مرأى ومسمع العالم بأسره بل وعلى سكوت وتآمر منه، إنما يعكس الظلم الذي وقع على سوريا التي دفعت من دماء أبنائها ثمن ربيع العرب”.
وتساءل: “ما ذنب الأطفال والنساء والشيوخ والرجال بأن تدمر البيوت فوق رؤوسهم ويدفنوا أحياء تحت ركامها، بفعل البراميل المتفجرة أو بالقصف الجوي أو بالقصف الصاروخي أو المدفعي او بأي سلاح آخر، كيماويا كان أو غير كيماوي؟ ما ذنب الأطفال والرضع والنساء والعجزة ليذوقوا عذاب الجوع أو ليلبسوا ثوب الخوف من أجل صراع على توصيل أنابيب الغاز إلى المتوسط، أو لإقامة مناطق نفوذ إقليمية أو لإنشاء قواعد عسكرية جوية او بحرية؟”.