تقرير كمال قبيسي في “العربية”:
روزنامة عن 12 شهرا من مواقيت العام المقبل، اسمها “من سوريا مع الحب” هدية إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تم تصميمها وإصدارها من 12 صفحة كبيرة في روسيا قبل أيام، وتتصدر كل صفحة منها صورة لفتاة سورية، تمثل أحد أشهر السنة، مرفقة بعبارة مديح لبوتين وضباطه وجنوده “الأبطال” في سوريا، إضافة إلى تمنيات ودعوة ليزور بوتين سوريا، وهفوة من إحداهن أبدت فيها سعادتها بسيطرته على بلدها.
في غلافها المنشورة صورته رئيسية أعلاه، نرى صورة لمن اسمها تامارا إسحق، وهي سورية من مدينة طرطوس، حيث لروسيا قاعدة بحرية كبيرة، وبجانبها كلمة калeндрь بأحرف كبيرة، أي روزنامة، فيما نجد أسفلها عبارة Календарь российским офицерам от сирийских девушек بأحرف أصغر، ومعناها بحسب ما أطلعت “العربية” على ترجمتها في مواقع إعلامية روسية: “للضباط الروس من الفتيات السوريات” وهذا الإهداء هو ما جعل من الروزنامة خبرا، ولقمة شهية للإعلام الروسي والأجنبي.
فكرة “من سوريا مع الحب” وإصدارها كتقويم للعام الجديد في روسيا، جاءت أساسا من قيّمين على “معهد الفن المعاصر” بموسكو، ممن حثوا بعض تلامذته، من فنانين ومصورين، على تنفيذها وتصميمها وإعداد صورها وعباراتها، طبقا لما قرأته “العربية” مترجما عما ذكرته مديرة المعهد Maria aleshin لوسائل إعلام روسية، وبعضها ذكر أن كميات من الروزنامة ستصل إلى سوريا الجمعة 16 كانون الأول.
أحد المواقع الروسية الإخبارية، لا تذكره “العربية” لصعوبة اسمه بالأحرف الروسية، شرح أن “اتحاد الشبيبة الروسي” هو من قام بإنتاج وإصدار الروزنامة، وهو ما ذكرته صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية أيضا. أما الكلفة، فيبدو أن الكرملين نفسه هو من غطاها، أي أن الروزنامة الدعائية لبوتين وجنوده وضباطه في سوريا بشكل خاص، هي شبه رسمية تقريبا، كأي روزنامة تصدرها هيئة حكومية.
مع ذلك، ففيها عبارة مؤذية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، كتبتها إحدى السوريات المشاركات بصورتها فيها، وهي تامارا إسحق، الطرطوسية صاحبة صورة غلاف الرزنامة، ففي صفحتها ضمن التقويم كتبت تخاطب بوتين وقالت: “أنا بسلام حين تكون أرضي تحت سيطرتك”، كما وكأنها تفخر بانتقال السيطرة على سوريا من الأسد إلى بوتين.
مديرة المعهد ذكرت أيضا أن الفتيات السوريات المشاركات بصورهن في الروزنامة، هن طالبات في “معهد الفن المعاصر” بموسكو، وتم الطلب منهن بالمشاركة، أي لم يكن مشاركتهن فيها تطوعا، ويبدو ذلك من ثيابهن المتشابهة، كما من وضع كل منهن لقبعة نسائية معروفة للروس باسم Kokoshnik لشبهها بعرف الديك أو الدجاجة، طبقا لما قرأت “العربية.نت” في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي عن القبعة التي قام المعهد بتأمينها للفتيات الممثلات لمدن حلب واللاذقية وطرطوس وحمص والسويداء.