ذكرت صحيفة “إيزفيستيا” أن القوات الأميركية في العراق بدأت أوسع حملة في التاريخ باستخدام وسائل الحرب الإلكترونية ضد “داعش”، حيث رُصدت لأول مرة منذ خمس سنوات في منطقة الخليج طائرات الاستطلاع الاستراتيجية “RC-135 Rivet Joint ELINT” التي تقلع من قاعدة العديد في قطر. وتعمل مع هذه الطائرات طائرات الحرب الإلكترونية من طراز “EA-6B Prowler”، التي تقلع من قاعدة إنجرليك في تركيا، وطائرات “EA-18G Growler” التي تقلع من حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت”.
وتستطيع طائرات RC-135 اكتشاف مصدر الإشارات من مسافة عشرات الكيلومترات وحجبه بواسطة أجهزة خاصة، أو نقل إحداثيات المصدر إلى الطائرات الهجومية. وتعمل طائرات RC-135 بصورة دائمة في أجواء العراق، في حين تعمل طائرات “Ty-214P” الروسية المماثلة في الأجواء السورية.
وتعمل طائرات الاستطلاع على ارتفاعات كبيرة لا تصل إليها وسائل الدفاع الجوي التي يمتلكها الإرهابيون. وإضافة إلى ذلك، فإن غالبية الطلعات تقوم بها هي في الفترة الليلية، أي أن العدو يعجز عن اكتشافها.
وقد رصد المراقبون في بداية كانون الأول الجاري إقلاع طائرات RC-135 من قاعدة العديد في قطر وتوجهها شمالا. ونُشرت في الإنترنت صور رسمية لتزودها بالوقود في الجو وهي في طريقها نحو العراق.
والهدف الأساس لهذه الطائرات هي الهواتف المحمولة وأجهزة الإرسال اللاسلكية التي يستخدمها الإرهابيون في اتصالاتهم. وبعد تحليل المعلومات التي تحصل عليها، يستطيع طاقم الطائرة تحديد إحداثيات المصدر وحركة مجموعات المسلحين. والمهم ضمان مراقبة مستمرة، لأن تحديد موقع المصدر يتطلب معالجة معلومات كثيرة.
وبحسب تقديرات خبراء البنتاغون، يستخدم مسلحو “داعش” هواتف محمولة ومحطات لاسلكية تجارية في اتصالاتهم، ويستخدمون كثيرا الإنترنت والبريد الإلكتروني. لذلك، فإن مراقبة الأثير يسمح بتحديد مواقع القادة وحجب المعلومات والأوامر الصادرة منهم بواسطة أجهزة تفوق قوتها كثيرا قوة أجهزة “داعش”، أو بإصدار الأوامر إلى الطائرات الحربية لمهاجمة هذه المواقع.
يقول أحد مؤلفي كتاب “الحرب الإلكترونية من تجارب الماضي إلى جبهة المستقبل الحاسمة” سيرغي دينيسينتسيف، إنه حتى إذا تم التوصل إلى حل 95 – 99 في المئة من المسألة، فإن هذا يشكل مشكلة جدية للخصم. فلن يتمكن الإرهابيون من استخدام شبكات التواصل في اتصالاتهم، وكذلك محطات الاتصال اللاسلكية التجارية، أو أجهزة التفجير عن بعد. وإضافة إلى هذا لدى “داعش” إمكانات محدودة لشراء أجهزة ذات قدرات عالية.
ويضيف الخبير أن الطائرات الكبيرة تستطيع البقاء في الجو فترة طويلة، حيث يمكنها التزود بالوقود وهي في الجو، وهي مجهزة بوسائل متقدمة ومتطورة بإمكانها التأثير على مسافات بعيدة، إضافة إلى أنها تتمكن من تحديد عدد المواقع العاملة، وهذا أمر مهم جدا.