Site icon IMLebanon

إطلاق عريضة وطنية وتكريم غازي عاد في وسط بيروت

 

 

 

نظمت لجنة تكريم غازي عاد، احتفالا تكريميا في ذكرى مرور اربعين يوما على وفاته، في المكان الذي أقام فيه الراحل مع أهالي مفقودي الحروب وضحايا الإخفاء القسري، في خيمة جبران خليل جبران، أمام مبنى الأسكوا.

تزامن هذا التكريم، مع ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وحضره النائب حكمت ديب ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الوزيران السابقان شربل نحاس ونقولا صحناوي، رئيس اللجنة النيابية لحقوق الإنسان النائب غسان مخيبر والنائب عاطف مجدلاني، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين وداد حلواني، وديع الأسمر وأهالي المفقودين وعدد من ممثلي المجتمع المدني.

وتخلل الإحتفال اطلاق عريضة وطنية ستنتقل مع سيارة عاد ومع كرسيه الى المدن والقرى في مختلف المناطق اللبنانية، تزور الجامعات والساحات والبيوت.

وكان حفل التكريم استهل بالنشيد الوطني، فدقيقة صمت عن روح الراحل عاد، ثم عرض فيلم مصور، تضمن نشاطات الراحل ولقاءاته وتصريحاته عن قضية المفقودين والمخفيين قسرا. ثم تحية بصوت الفنانة أميمة الخليل التي غنت أغنية “عصفور طل من الشباك” والذي أحبها الراحل عاد، كما ذكرت الخليل.

وقالت: “أنا معكم كمواطنة لأن مصابكم كان يمكن أن يكون مصابي وأفقد خلال الحرب أحدا من أهلي”. وسألت الفنانة الخليل: “لماذا هذه الحروب المتنقلة؟ لماذا استنزاف البشرية؟”.

بعدها تلا الإعلامي هيثم قصير ومريم الطيار بيانا مشتركا باسم لجنة التكريم وهذا نصه: “العزيز غازي، ها نحن اليوم نلتقي في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي اربعينك. حضرنا جميعنا الى هنا، الى خيمة مفقودي الحروب وضحايا الإخفاء القسري، بالأصالة عن أنفسنا، أهالي ومواطنين ومواطنات، وبالنيابة ايضا عمن ارادوا الحضور وما استطاعوا، ونخص منهم الأحباء المخطوفين والمفقودين والمخفيين قسرا، أحباءك، هؤلاء الذين اعتبرت “قضيتهم كرامة وطن” وتبنيت هذه القضية حتى تماهيت معها، لا عن مصلحة شخصية أو مادية أو فئوية سياسية أو طائفية، فكنت أبا وأخا وابنا وفيا لسائر ذوي ضحايا الإخفاء القصري والجمعيات الداعمة لقضيتهم.

أتينا لنقول لك أولا شكرا، ولكن لا من أجلك، فأنت الآن قد تخطيت عتبة هذا الوجود البائس، بل من اجلهم، من أجل أحبائك المفقودين، كي تبقى قضيتهم حية نابضة، ولكي يستمر النضال في سبيل حل قضية آلاف المفقودين والمخفيين قسرا في لبنان وفي سوريا وفي أي مكان آخر.

نزيح اليوم الستارة عن لوحة تذكارية تخبر الأجيال عن نضالك، وعن مزاياك الفريدة، في التفاني والجرأة والمبدئية والإقدام والنشاط من على كرسيك المتحركة، والمثابرة رغم الصعاب وانقضاء السنين دون الوصول الى الحلول المرجوة، ومعرفة تفاصيل القضية من زواياها كافة، والقدرة على التخطيط والتنظيم والتعاون.

في هذا المكان حيث أقمت مع الأهالي وعدد من الجمعيات المعنية منذ أحد عشر عاما، منذ الحادي عشر من نيسان 2005، في ما بات أطول اعتصام في تاريخ لبنان، فخططت ونفذت معهم كل أنواع التحركات. ومن هذه الخيمة أطلقت النداءات والدعوات والمبادرات، ومن هذه الخيمة انطلقت الى الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك، وقصدت كل المرجعيات، وطرقت كل الأبواب.

إلا ان أبواب الدولة اللبنانية والسورية بقيت موصدة على مدار عقود طويلة من الإستلشاق والهروب من المسؤولية وغياب القرار السياسي للحل، ما فاقم من ألم ومعاناة الأهالي.

فعسى أن تفتح أمامنا آفاق جديدة على أبواب العهد الجديد الواعد.

العزيز غازي،

ان خيمة الإعتصام سوف تستمر حتى تحقيق مطالب المفقودين وذويهم.

أكثر من ذلك، سوف تنتقل هذه الخيمة رمزيا مع سيارتك ومع كرسيك النقال الى المدن والقرى في جميع المناطق اللبنانية، تزور الجامعات والساحات والبيوت لتبين مدى تبني الناس للقضية التي حملت حتى الموت، عبر التوقيع على العريضية الوطنية التي تتضمن مطالب الحملة، هذا نصها:

لما كان من حق أهالي المفقودين والمخفيين قسرا معرفة مصائر أحبائهم، وقد كرست هذا الحق المواثيق الدولية والقضاء اللبناني، ولما كان حل قضية المفقودين والمخفيين قسرا بات مطلبا وطنيا وانسانيا مزمنا وملحا في إطار توق لبنان الى طي صفحة الحروب وبناء السلام الدائم، نحن الموقعون أدناه، نطالب الدولة اللبنانية بحل قضية المفقودين والمخفيين قسريا أسوة بكل دول العالم التي عاشت حروبا وشهدت جرائم خطف مماثلة عبر تحقيق الإجرائين الآتيين:

الأول: جمع وحفظ العينات البيولوجية من أهالي المفقودين والمخفيين قسرا تمهيدا لإجراء الفحص الجيني عليها (DNA) ان ذلك يشكل الخطوة التمهيدية الضرورية للتمكن من التعرف على هويات المفقودين او على الرفات متى وجدت.

الثاني: اقرار اقتراح قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسرا المقدم الى مجلس النواب وتشكيل الهيئة الوطنية المستقلة التي ينص عليها والتي تتمتع بالصلاحيات اللازمة للقيام بمهمتها المنحصرة في البحث عن المفقودين والمخفيين قسريا أحياء أو أمواتا”.

العزيز غازي، رحلت يا مناضل ويستمر النضال”.

ثم أزاح ممثل رئيس الجمهورية الستارة عن لوحة تذكارية وضعت في المكان تخليدا لذكرى عاد كتب عليها: “نقش على حجر ذاكرة الحرب متماه مع بصمتك العنيدة، بصمة تختزل مسارا بوصلته مصائر المفقودين والمخفيين قسرا. هنا في حديقة جبران خليل جبران أقام غازي مع الأهالي خيمة للاعتصام في 11 نيسان 2005 من أجل حل قضية المفقودين والمخفيين قسرا التي اعتبرها قضية كرامة وطن وكرس لها حياته”.

وفي الختام، وقع المشاركون في التكريم العريضة التي ستنتقل الى جميع المناطق اللبنانية.