افادت مصادر مطّلعة “المركزية” ان ما يدور في حلبة الصراع الحكومي ليس متصلا بتوزيع الحصص والحقائب كما يحاول بعض الجهات السياسية الايحاء بل بعوامل ابعد بكثير تتخطى احيانا الحدود الجغرافية للبنان، خصوصا بعد جلاء الصورة في حلب ومحاولة استثمارها لتعويم مواقع قوى معينة في لبنان، لان ما قبل حلب لا يشبه ما بعدها.
واوضحت ان الامور شهدت تقلبات سريعة في المعادلة منذ انتخاب الرئيس ميشال عون وحتى الساعة. فالظروف التي ادت الى انهاء الفراغ من خلال تسوية اقليمية دولية تم الاتفاق عليها في الخارج وتسويقها في الداخل تبدلت بفعل عوامل لم يكن يتوقعها كثيرون، من وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض الذي سيقطنه بعد نحو شهر والمفاجأة التي احدثها في الولايات المتحدة وعلى مستوى دول العالم قاطبة نظرا لمواقفه الخارجة عن المألوف لا سيما ما يتصل بالعلاقة مع الخارج والاتفاق النووي مع ايران وتمديد العقوبات عليها عشر سنوات الى التطورات الميدانية السورية التي صبت لمصلحة النظام بسقوط حلب وشعور الجهات اللبنانية الموالية بنشوة الانتصار الذي لا يمكن ان يمر مرور الكرام، ومواقف رئيس الجمهورية وانفتاحه على الخليج الامر الذي لم تستسغه هذه الجهات، فأتبعته برسائل بدأت من القصير الى الجاهلية فمواقف الرئيس بشار الاسد ازاء عدم القبول بنأي لبنان بنفسه وزيارة مفتي سوريا والمواقف الملتبسة التي اطلقها من بعبدا وبكركي.